أفاد سكان في مقديشو، أمس، بأن قوات الحكومة الصومالية هاجمت مواقع المتمردين في العاصمة الصومالية، ما فجّر معارك في شتى أنحاء مقديشو. وذكرت قناة «الجزيرة» أن قوات الحكومة الانتقالية شنت هجوماً، يبدو أنه مدروس، على مواقع يتمركز فيها مقاتلو حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي، أدى إلى سيطرتها على بعضها. ويأتي هجوم الحكومة بعد تواتر أنباء عن عودة قوات للجيش النظامي تدربت في دول أفريقية، وتمكن الحكومة من الحصول على المعدات المطلوبة لمواجهة المعارضة.وإزاء التطورات الميدانية، أشار المتحدث باسم الحزب الإسلامي، شيخ موسى عبيدي عرالي، إلى أن حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد تلقت في الأيام الثلاثة الماضية أسلحة وعتاداً عسكرياً، بعدما أعلن رئيس وزرائها الحرب على الإسلاميين، ووزعت أسلحة خفيفة على القبائل، إضافة إلى إعادة نفوذ أمراء الحرب، واستعداد القوات الأفريقية للمشاركة في المعارك بدبابتها.
وقالت حليمة عثمان، وهي أم لثلاثة أبناء، تعيش في سوق البكارة المترامي الأطراف في مقديشو، لـ«رويترز»: «دهشنا حين شاهدنا رجالاً بالزي الحكومي يقاتلون في البكارة. لقد استعادوا السيطرة على أربعة مراكز شرطة من هنا وحتى القصر ويتقدمون أكثر». وفي السياق، أعلن ناطق باسم الجيش «أن الحكومة ستطرد المعارضة خارج العاصمة والقتال سيستمر حتى يحصل هذا الأمر»، مشيراً إلى أن الجيش استعاد السيطرة على ثلاث مناطق في العاصمة، هي تاربونكا وباكارا وهاولوداج. وإذا تمكنت قوات الحكومة من السيطرة على شارع ودنه الرئيسي وتقاطعاته، فإنها ستستطيع حماية القصر الرئاسي، وإذا تمكنت من السيطرة على شارع مكة وشارع المصانع الرئيسيين الآخرين، فإن هذا سيعني سيطرتها على العاصمة، ودحر قوات المعارضة إلى أطراف مقديشو.
وأدت المواجهات إلى مقتل 8 أشخاص عندما أصابت قذيفة هاون حافلة ركاب جنوب مقديشو، بينما قُتل 6 آخرون، بينهم صحافي محلي، يعمل في محطة إذاعة شابيلي المحلية المستقلة، وثلاثة جنود من القوات الحكومية، فيما ذكرت مصادر بمستشفيين في مقديشو أنهما استقبلا 85 مدنياً مصاباً أمس وأن أربعة منهم توفوا في وقت لاحق.
ونقل مراسل «الجزيرة» عن شهود عيان ومصادر طبية تأكيدهم مقتل 27 شخصاً، بينهم 17 من مسلحي المعارضة وقوات الحكومة، إضافة إلى عدد من المدنيين بينهم نسوة وأطفال أصابتهم طلقات مجهولة أثناء محاولتهم الهروب من منازلهم. من جهته، دان الاتحاد الصومالي للصحافيين، مقتل الصحافي «الذي كان في طريقه إلى عمله، عندما أصابته رصاصة في صدره. وبقيت جثته ملقاة على الطريق نحو 45 دقيقة كانت خلالها الميليشيات تطلق النار على كل من يحاول سحب جثته».
(رويترز، أ ف ب، أ ب)