أبو مرزوق متفائل بوجود فرصة لتحقيق «الوحدة»
غزة ــ قيس صفدي
أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة التابعة للحكومة المقالة، بقيادة حركة «حماس»، أمس، قراراً بإعدام ثلاثة نشطاء من حركة «فتح» رمياً بالرصاص، بعد إدانتهم بالاشتراك في قتل الصحافيَّين التابعيَن للحركة الإسلامية، محمد عبدو وسليمان العشي، خلال الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة غزة عام 2007، فيما تكاثرت التصريحات الحمساوية والفتحاوية حيال المصالحة، وبدت عامة كعادتها، وأبدت تفاؤلاً مشروطاً.
ودانت المحكمة، برئاسة القاضي محمد يوسف نوفل وعضوية أيمن عماد الدين وسامي نعيم الأشرم، المتهمين الثلاثة شادي خضر أحمد (معتقل لدى أجهزة الأمن في غزة)، وشادي عبد الكريم المدهون، ورائد صبري المقوسي، وكلاهما هارب من وجه العدالة، بالاشتراك في ارتكاب جريمة القتل. وعقب صدور الحكم، سارعت «فتح» إلى تحذير «حماس» من المساس بنشطائها الثلاثة. ووصف المتحدث الرسمي باسم «فتح» في الضفة الغربية، فهمي الزعارير، حكم الإعدام بأنه «صوري»، مؤكداً «بطلان أي صفة قانونية عن سلطة الانقلاب في قطاع غزة». كما اتهم الحركة الإسلامية بالاعتماد على مسوغات «ثأرية وبغيضة»، معتبراً أن «استكمال هذه الجريمة سيدفع بالأمور إلى الهاوية التي لا تتوقعها حماس».
‏قرار «حماس» يبدو أنه أضيف إلى قائمة المعوقات بين «فتح» والحركة الإسلامية، في ظل حوار ينتظر السابع من تموز المقبل لإعلان مسار المصالحة. وكان قد سبق صدور الحكم إعلان رئيس وفد «حماس» إلى حوار القاهرة، موسى أبو مرزوق، أن «الحوار أنجز ملفّي منظمة التحرير والمصالحة»، معتبراً أن «هناك فرصة كبيرة لتحقيق الوحدة الفلسطينية». وقال إنه «بقي في ملف الانتخابات قضية جوهرية متعلقة بنسبة النظام النسبي إلى النظام المختلط، إضافة إلى ملفات الحكومة والأمن والانتخابات»، مشيراً إلى وجود «مقترحات لمعالجة الحملة السياسية، وتمضية قضية الحكومة». وأشار إلى موافقة حركته على «تأليف قوة رمزية تدير المعابر الفلسطينية»، رغم رفض «فتح».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، خلال مشاركته في مجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية في دمشق، أن هناك قلقاً إزاء موضوع المصالحة الفلسطينية، وأكد «رغبة السلطة الفلسطينية في أن تتكلّل المحاولات لإنهاء الانقسام بالنجاح».
وفي السياق، أكدت مساعدة وزير الخارجية المصرية لشؤون المنظمات والعلاقات المتعددة الأطراف نائلة جبر، خلال إلقاء كلمة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، «استمرار مصر بجهودها من أجل الحوار الوطني الفلسطيني».