لا يزال الشارع الفلسطيني مشغولاً بتفاصيل المشهد الحواري المقبل في القاهرة، الذي لم تتضح معالمه بعد، وسط تحذيرات من إمكان انفراط عقد الحوار إذا لم توقع الأطراف على الاتفاق الذي ستقدمه مصر
غزة ــ قيس صفدي
حذّر القيادي في حركة «فتح»، إبراهيم أبو النجا، أمس، من أن عدم توقيع أي طرف فلسطيني على الحل المصري للانقسام الفلسطيني، سيخلق مشكلة جديدة ويبقي حالة الانقسام والحصار. وقال إن «عدم التوقيع سيجعل الطرف الفلسطيني محل اتهام في أنظار العالم ويعيد كل شيء إلى سابق عهده». وأشار إلى أن لجان الحوار الخمس لم تدع حتى الآن، متوقعاً أن تلتئم هذه اللجان بعد عودة مدير الاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان، من زيارته إلى أميركا.
وقال أبو النجا «إن مصر ستعلن في الخامس من تموز المقبل هذا الحل الذي سيكون مدعوماً من الدول العربية»، مؤكداً أن إعلان الحلّ سيتبعه التنفيذ الفوري ووضع الآليات اللازمة للتطبيق.
في هذا الوقت، سمحت السلطات المصرية لـ22 برلمانياً وناشطاً أوروبياً من أصل 100 باجتياز معبر رفح الحدودي ودخول قطاع غزة ضمن قافلة الأمل الأوروبية، برفقة 40 شاحنة و12 سيارة إسعاف محملة بالمعدات والأجهزة الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة وكميات من الأدوية. ودان عضو مجلس الشيوخ الإيطالي، رئيس قافلة «الأمل»، فرناندو روسي، بشدّة الحصار المضروب على القطاع وصمت العالم بأسره عن «المعاناة الإنسانية» المستمرة منذ أكثر من عامين.
وفي السياق، تعهد رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، عرفات ماضي، بتنظيم المزيد من القوافل من أجل دعم صمود غزة، وتفعيل الحراك لكسر الحصار الإسرائيلي الظالم عنها، مشدداً على أن «قافلة الأمل لن تكون الأخيرة حتى كسر الحصار عن غزة».
وفي سياق منفصل، أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر محمود عزام إلى قطاع غزة، أمس، بعد قضائه 12 عاماً في السجون الإسرائيلية. واحتشد فلسطينيون يتقدمهم وزير الداخلية في حكومة «حماس»، فتحي حماد، قرب معبر بيت حانون «إيرز» العسكري الإسرائيلي، شمال القطاع، لاستقبال الأسير المحرر.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت عزام (52 عاماً) لدى عودته إلى منزله في مدينة جنين في الضفة الغربية قادماً من الأردن عام 1997. وقال عزام إن «غزة لا تمثل بالنسبة إليّ منفى كما يريد الاحتلال، بل إنها انطلاقة للعودة لكل فلسطيني أبعد عن أرضه وشرد منها»، مستدركاً: «كنت أود أن أعود إلى مسقط رأسي في جنين لكن للأسف هذا ما يريده الاحتلال وسأحاول بكل الإجراءات القانونية أن أعود إلى جنين، ولكنني هنا أشعر بالفرحة بعدما نلت حريتي».
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، أصيب الطفل محمد دغمش (12 عاماً) بشظايا متطايرة من عبوات مناشير أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية في سماء غزة، لتحذير السكان الفلسطينيين من الاقتراب لمسافة 300 متر من السياج الالكتروني الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48.
وتوعدت منشورات الاحتلال بإطلاق النار على كل فلسطيني يقترب من السياج، فيما ظهرت على الوجه الثاني للمنشور خرائط تبيّن حدود الأماكن المحظور على الفلسطينيين الوصول إليها.
وقالت «مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان» إن المنطقة العازلة التي يعكف الاحتلال على إقامتها تقتطع نحو 13.5 كيلومتراً مربعاً من إجمالي مساحة القطاع، وتهدد السلة الغذائية للمستهلك في غزة، وتزيد من معاناة الغزيين المتفاقمة بفعل الحصار والإغلاق.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الصيادين ناهض حسن حسونة ومحمد عبد السلام حسونة بينما كانا على متن قارب صيد صغير قبالة شاطئ مدينة رفح جنوب القطاع.