قدم وزير الدفاع السوداني، عبد الرحيم محمد حسين، أمس تقريراً أمام لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السوداني تناول فيه الغارات التي تعرضت لها البلاد أوائل العام الجاري، وأعلن فيه أول حصيلة رسمية لعدد الضحايا.وأوضح حسين أن الغارات الثلاث أدت إلى وفاة 119 شخصاً، بينهم 56 مهرباً و63 شخصاً من أثيوبيا والصومال وجنسيات أخرى كان يجري تهريبهم. وأشار إلى أن عدد العربات التي استهدفتها الغارات بلغت 35 عربة كانت مخترقة بأجهزة تعقّب وتم تدمير 27 منها، وأكد أنها كانت تحمل أسلحة شخصية. وقال حسين إن التحقيقات المستمرة يجري تنفيذها بالتعاون مع وزارة الخارجية السودانية وأجهزة الأمن والسلطات من بلدان مجاورة، من دون أن يحدد من هي الجهة التي نفذت العملية. وكان تقارير قد أفادت بأن هذه الغارات إسرائيلية، واستهدفت قوافل لتهريب السلاح إلى غزة عبر سيناء.
من جهةٍ ثانية، قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إن رجلين تركا قنبلة يتم التحكم فيها عن بعد خارج أحد مقارّها في الخرطوم أول من أمس، لكنها لم تنفجر. ولم يوجه الأمين العام للحركة، باجان اموم، أصابع الاتهام لأحد، لكنه اعتبر «أنها محاولة واضحة لإرهاب الحركة الشعبية لتحرير السودان وتخويفها». وأضاف «نعتقد أن منفذيها أشخاص ينشرون الكراهية».
ورجح البعض أن يكون المستهدف القيادي البارز في الحركة الشعبية، ياسر عرمان، الذي يتردد على المكتب بانتظام. وسبق له أن تعرض لتهديدات بالقتل بسبب تصريحات عارض فيها تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين.
في غضون ذلك، تصاعد التوتر في إقليم دارفور بين الجيش السوداني و«حركة العدل والمساواة»، في الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الأميركي الخاص بالسودان، سكوت غريشان، جولاته على عدد من الدول، وآخرها الصين، التي وصل إليها أمس لإجراء مباحثات حول سبل تحقيق الاستقرار في البلد الأفريقي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، عثمان الأغبش، في تصريح للمركز السوداني الإعلامي، إن «القوات المسلحة أحصت 20 شهيداً و31 جريحاً» في صفوفها، في مقابل سقوط «43 قتيلاً و54 جريحاً في صفوف حركة «العدل والمساواة» خلال المعارك في بلدة أم بارو.
وأكد قائد العمليات الاستراتيجية في الحركة، سليمان صندل، وقوع خسائر بشرية في صفوف حركته. وقال «سجل سقوط قتلى في صفوف قواتنا، لا أنكر ذلك». وكانت المعارك قد اندلعت بعدما هوجمت قاعدة الجيش في بلدة «أم بارو» في شمال دارفور قبل يومين. وأوضحت قوة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة لحفظ السلام (يوناميد) أن المتمردين فشلوا في الاستيلاء على القاعدة. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحادث. وقد أدّت المعارك إلى نزوح 350 مدنياً ومئة جندي سوداني عزّل، بينهم 10 جرحى، إلى قاعدة بعثة الأمم المتحدة في أم بارو.
(أ ف ب، رويترز)