الاحتلال يعدّ لإخلاء 22 «بؤرة استيطانية»... وباراك ينفي ربط إيران بالسلاممهدي السيّد
عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، تصوّره المفترض لمسار التفاوض مع الفلسطينيين، وتوجّهاته الأساسية في هذا المجال، فأكد على وجود فرصة للسلام من خلال ثلاثة توجّهات تقضي بتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، ودعم الاقتصاد الفلسطيني، وإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، مكرّراً التزام حكومته بالاتفاقات الدولية التي وقّعتها الحكومات السابقة.
مواقف نتنياهو جاءت خلال كلمة ألقاها أمس أمام الهيئة العامة للكنيست، التي عقدت جلسة خاصة لمناقشة التصور الاقتصادي لرئيس الوزراء. وشهدت الجلسة نقاشاً صاخباً، وتبادلاً للانتقادات بين أعضاء كنيست من «الليكود»، وآخرين من حزب «كديما»، الذي رأت رئيسته تسيبي ليفني أن نتنياهو «يخاف» من تنفيذ خطوات سياسية.
وقال نتنياهو، في خطابه، إنه «توجد هنا فرصة، ومن الجائز أن ثمة فرصة للسلام، وحتى الآن لم تنجح الحكومات السابقة في جلب السلام، وقد تراجع السلام تحت مطر كثيف من الصواريخ».
وأضاف «بالإمكان محاولة دفع السلام بطرق جديدة ومن خلال ثلاثة توجهات نحو السلام الإقليمي، أولها أن التعاون مع الدول العربية سيعزز السلام، ويمنح الاستقرار لنا وللفلسطينيين»، وغمز نتنياهو من القناة الإيرانية وسعيه للترويج لفكرة «الخطر الإيراني المشترك»، فأشار إلى أنّ «ثمة في الشرق الأوسط مخاطر تهدّدنا جميعاً، ولدينا فرصة لتوسيع دائرة السلام، وأنا سعيد لأن الرئيس (باراك) أوباما يشاركنا في رؤية هذه الفرصة، وثمة أهمية لأن تنضم دول عربية أخرى، إضافةً إلى مصر». وتابع «نحن نرحب بخطوات أوباما من أجل دفع خطوات التطبيع مع إسرائيل، وهذا أمر جديد ومنعش ويتطابق بالكامل مع توجّهاتنا، وسوف نفعل الكثير في هذا الصدد».
وقال نتنياهو «ثانياً يجب استئناف التوجه حيال ضرورة تغيير الوضع الميداني، ونحن نعمل على دفع مشاريع لدى السلطة الفلسطينية في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة، وثمة فرصة لإحضار استثمارات دول طرف ثالث في أوروبا وآسيا والعالم العربي وسننفّذ هذه الأمور التي ستحقّق تغييراً في الوضع الاقتصادي، ولكن ليس في الوضع الاقتصادي فقط».
وأضاف «ثالثاً نحن ندفع بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، وحكومة إسرائيل برئاستي ملتزمة بالاتفاقيات السياسية والدولية التي وقّعتها حكومات إسرائيل، ونحن نتوقع أن يحترم الآخرون تعهداتهم أيضاً».
وأعرب نتنياهو عن أمله في أن تقوم الدول العربية بتنفيذ «خطوات رمزية ومحدّدة من أجل التطبيع، ليس لاحقاً، بل الآن، وهذا هو التوجّه الصحيح، ونحن سنسير بموجبه لكونه الوحيد الذي سيحقق نتائج».
بدورها، انتقدت ليفني مواقف نتنياهو، التي يلفّها الخوف. ووجهت سهاماً لاذعة إلى شريكَي نتنياهو في الائتلاف الحكومي، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع إيهود باراك، واتهمت نتنياهو بأنه «خضع لليبرمان ومنحه كل ما حلم به ولم يجرؤ على المطالبة به»؛ كما تهكّمت على باراك عندما سألت نتنياهو «هل دفعت لباراك؟».
في هذه الأثناء، كرّر باراك نفيه وجود أي صلة مباشرة بين التقدم في الحوار مع الفلسطينيين والموضوع الإيراني. وأشار إلى أن «إسرائيل ليست في موقع الإملاء بالنسبة إلى السياسة الأميركية». وقال، خلال لقائه وفد الكونغرس الأميركي الذي يزور إسرائيل، إنه يعتقد بضرورة وجود «تصور لاتفاق إقليمي شامل للسلام والتعاون». وأضاف إنه يتعين على أي اتفاق أن «يضمن المصالح الحيوية، الأمنية وغيرها من المصالح الخاصة بدولة إسرائيل».
وتطرّق باراك إلى الموضوع الإيراني، فقال إن «موقفنا من التهديد النووي الإيراني معروف، لكننا لسنا في موقع من يملي عليكم كيفية التصرف». وأضاف «موقفنا هو حصر الحوار في وقت زمني قصير، وفي المقابل الشروع في منظومة عقوبات ناجعة».
وفي السياق، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن الوفد الإسرائيلي برئاسة الوزير دان مريدور، الذي التقى مسؤولين أميركيين في لندن أول من أمس، اتفق مع الإدارة الأميركية على إقامة طاقمي مفاوضات منفصلين في الموضوع الإيراني وعملية السلام. وبحسب الموقع، فإن الإدارة الأميركية طالبت بالربط بين موضوع التهديد الإيراني والقضية الفلسطينية، لكن إسرائيل حققت الفصل بينهما أقله على صعيد طواقم العمل.
إلى ذلك، ذكرت «يديعوت أحرونوت» أنه في إطار استعدادات التفاوض مع الإدارة الأميركية، تعكف المؤسسة الأمنية على إنجاز برنامج تفاوضي مع المستوطنين من أجل إخلاء محتمل لنحو 22 بؤرة استيطانية «غير قانونية»، على أن يبدأ الإخلاء «خلال أسابيع وينتهي في غضون أشهر، لا أن يبدأ بعد أشهر وينتهي في غضون سنوات»، بحسب تعبير مسؤول رفيع المستوى على صلة بالخطة التي ستُقدم إلى الأميركيين.