Strong>كلينتون تشدّد على حلّ الدولتين و«تبشّر» باقتراح أميركي «لتحريك السلام»يحتلّ الاستيطان الإسرائيلي أولوية الملفات التي بحثها الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفلسطيني محمود عباس في واشنطن أمس، على أن يقدم الأخير نسخة «معدلة» للمبادرة العربية إضافة إلى تفاؤله، علّه يكمّل بذلك الاقتراح الأميركي للسلام الذي كشفت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون

واشنطن ــ محمد سعيد
حرصت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قبل لقاء باراك أوباما ومحمود عباس، على تكرار مواقف البيت الأبيض، وخصوصاً تلك المتعلقة بالاستيطان، وهو الملف الذي سيمثّل أساس محادثات عباس ـــــ أوباما، إضافة إلى إنشاء دولة فلسطينية إلى حدود عام 1967، عاصمتها القدس.
وخلال لقائها أبو مازن في عشاء عمل استمر نحو ساعة ونصف ساعة، قالت كلينتون إن «الإدارة الأميركية ستبذل جهدها لإحراز تقدم على صعيد المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، ووقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتخفيف القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على حركة الفلسطينيين وتنقلهم في الضفة الغربية المحتلة». وأشارت إلى «دعم الإدارة الأميركية ومساندتها لجهود السلطة الفلسطينية في تعزيز الوضع الأمني في مناطقها وضبطه».
وكانت كلينتون قد التقت في وقت سابق نظيرها المصري أحمد أبو الغيط. وكشفت في مؤتمر صحافي عقب محادثاتهما، التي شارك فيها أيضاً رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان، أن «الولايات المتحدة ستطرح على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اقتراحاً محدداً لتحريك عملية السلام، وستتشاور مع الدول العربية بشأن ما يتوقع أن تقوم به في خضم التحرك قدماً».
وأوضحت كلينتون أن «لدى الحكومة الأميركية سياسة وُضعت بدقة وتمعن وتتلقى الدعم والمساندة القوية من أطراف أخرى من بينها مصر»، لكنها قالت إن «الأمر يعود في نهاية المطاف إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». كذلك أكدت أنها وأوباما «ملتزمان بالكامل لتحقيق سلام شامل في المنطقة وحل الدولتين»، مشددة على أن «مصر شريك مهم في مساعدتنا لتحقيق هذه الرؤية».
في المقابل، أشار أبو الغيط إلى أن مصر «أكدت أهمية قيام الولايات المتحدة بعمل كبير لتسريع جهود السلام». وحذر، في مقابلة مع الإذاعة القومية الأميركية العامة، من «استمرار السياسة الإسرائيلية في السيطرة على الأراضي والشعب الفلسطيني». ووصف قرار أوباما بمخاطبة مليار مسلم من القاهرة بأنه «يؤكد أنه يشعر بأن هناك خطأً قد حدث لا بد من تصحيحه».
من جهته، أعلن عباس، خلال لقائه مجموعة من الباحثين والنشطاء السياسيين العرب واليهود الأميركيين، في مقر إقامته في فندق ريتز كارلتون في واشنطن، أنه «يحمل مقترح سلام جديداً يعتزم طرحه خلال لقائه أوباما، يشمل عناصر من خطة خريطة الطريق التي طرحتها اللجنة الرباعية ومبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية في عام 2002».
وقالت مصادر مطلعة شاركت في الاجتماع إنه «يبدو أن هناك محاولة لتلميع المبادرة العربية وتحسينها، لتصبح ركيزة أساسية لأي مبادرة أميركية لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، وخصوصاً أنها تقفز عن الحق الثابت للاجئين الفلسطينيين بالعودة الكاملة لأراضيهم وممتلكاتهم والتعويض لهم تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 194».
وأوضح أبو مازن أنه «لن يطالب بعودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل»، مضيفاً: «لن نقوم بتدمير إسرائيل». وأكد أن «السلطة الفلسطينية ستواصل تعاونها الأمني مع إسرائيل بغضّ النظر عن مستوى التقدم أو فقدانه في المفاوضات السياسية»، قائلاً إنّ هذا «في مصلحتنا وإسرائيل».
كذلك أشار المتحدث باسم عباس، نبيل أبو ردينة، إلى وجود «تفاهم فلسطيني أميركي تام على تسوية مبنية على دولتين ووقف الاستيطان»، فيما لفت المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إلى «أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الاميركيون بهذا الوضوح عن الدولة الفلسطينية على أنها مصلحة أميركية وحل وحيد».
وقبل عودة عباس إلى رام الله، سيعرّج على مصر، حسبما أعلن سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية، نبيل عمرو، مستطرداً أن «عباس سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة السبت المقبل (غداً)، لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ونتائج زيارته إلى واشنطن».
وأوضح عمرو أن المباحثات ستتناول أيضاً «تنسيق المواقف بشأن سبل تحريك عملية السلام في ضوء المواقف المتشدّدة للحكومة الإسرائيلية الحالية، وكيفية التعاطي معها، وخصوصاً قبيل زيارة أوباما إلى القاهرة يوم 4 حزيران المقبل، إضافة إلى الوضع الداخلي الفلسطيني وسبل إنهاء الانقسام الفلسطيني في أسرع وقت ممكن». ولفت إلى «أن الرئيس الفلسطيني سيقدم واجب العزاء للرئيس مبارك بوفاة حفيده».