يوم الأربعاء المقبل، تحط طائرة سيد البيت الأبيض في مطار العاصمة السعودية، الرياض. يصل الرئيس حاملاً في جعبته ثلاثة ملفات ساخنة تمثّل مراكز نزاعات منطقة الشرق الأوسط: إسرائيل وإيران والنفط. وبعد أن يمكث ساعات في المملكة، ينتقل باراك أوباما إلى القاهرة، حيث يتوجه إلى الأمة الإسلامية بخطاب يروّج فيه لحوار الحضارات.ويُرجّح أن يستمع الرئيس الأميركي إلى مخاوف الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، بشأن الصراع العربي الإسرائيلي والنفوذ الإيراني الصاعد. ويقلق المسؤولون السعوديون من أن مفاتحات أوباما الدبلوماسية تجاه إيران قد تحسّن العلاقات الإقليمية على حساب الرياض. كما يريدون من أوباما اتخاذ موقف صارم من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أحجم عن تأييد إقامة دولة فلسطينية.
ويقول مصطفى العاني، من مركز الخليج للأبحاث ـــــ دبي، المقرّب من صنّاع القرار في الرياض، إن «السعودية تريد تطمينات جديدة بأن أوباما يرفض تصريحات نتنياهو». ويعدّ موقف أوباما الصارم ضد توسعة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مريحاً للرياض.
في المقابل، يعتقد حكام السعودية أن انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط، منح إيران فرصاً لتوسعة نطاق نفوذها الإقليمي عبر دعمها حركات المقاومة في فلسطين المحتلة من خلال «حماس»، وفي لبنان من خلال حزب الله.
ويرى محلّلون ودبلوماسيون أنه في غياب استراتيجية سعودية واضحة بشأن كيفية التعامل مع إيران، لا يبقى للرياض سوى الاعتماد على واشنطن لوقف الطموحات النووية لطهران. وقال المحلّل في مجموعة «يوراسيا لتقويم المخاطر»، رشدي يونس، «السعوديون في موقف صعب جداً جداً. إنهم لا يعرفون ماذا يريدون. من ناحية يريدون من الولايات المتحدة اتّباع سياسة احتواء صارم لإيران، وفي الوقت نفسه لا يريدون تصعيد الوضع إلى صراع مسلح».
في المقابل، ستقدّر الولايات المتحدة دور السعودية في مكافحة تمرّد «طالبان» في باكستان وأفغانستان. ويعلّق يونس «السعوديون كوّنوا بعض التأثير الذي قد يفيد إدارة أوباما، التي تحاول إعادة تركيز جهودها في أفغانستان».
وفي ما يتعلق بالسلاح الاستراتيجي، أي النفط، الذي تمتلك المملكة أكثر من خُمس احتياطاته في العالم، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى حليفتها السعودية كي تؤدّي دورها المعتدل في منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» في مواجهة صقور الأسعار مثل إيران وفنزويلا.
وذكر أوباما، خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أول من أمس، أنه سيناقش أسعار النفط حينما يلتقي الملك السعودي، ويعتزم أن يقول إن الزيادات الكبيرة لأسعار النفط ليست في مصلحة الرياض. وأوضح «لا أعتقد أنه في مصلحة السعودية أن يوجد وضع يكون فيه اقتصادنا معتمداً أو متعثراً دائماً بسبب قفزات ضخمة لأسعار الطاقة». وأضاف إن «الولايات المتحدة والسعودية تربطهما علاقات تجارية، وكذلك علاقات استراتيجية».
ورغم تأكيده أنه ليس من مصلحة العالم أن تكون الولايات المتحدة معتمدة اعتماداً كبيراً على أنواع الوقود الأحفوري بسبب تأثيرها على تغيّر المناخ في العالم، فإن أوباما استطرد قائلاً «سأكون أميناً مع الملك عبد الله، الذي أقمت معه علاقة طيبة، وسوف أشرح له أننا لن نلغي احتياجنا إلى واردات النفط في المستقبل القريب».
(رويترز، أ ف ب)