Strong>الرياض تُكذّب المالكي... و«لجنة النزاهة» تعتقل وزير التجارةشهد العراق في اليومين الماضيين تطورات خلت من المجازر والتفجيرات، وتخطت حدود الساحة السياسية الداخلية. فبين اعتقال وزير التجارة عبد الفلاح السوداني، ورفض السيد علي السيستاني نظرية أن من حق الشيعة حكم العراق، ردّت الرياض على اتهامات بغداد بخصوص العلاقات الثنائية المتعثرة

بغداد ــ الأخبار
أكّد رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي، صباح الساعدي، أمس، أن وزير التجارة المستقيل، عبد الفلاح السوداني، المتهم بملفات فساد، هو في قبضة هيئة النزاهة التابعة لمجلس الوزراء العراقي بعد القبض عليه في مطار بغداد إثر إجبار طائرة كان يستقلها في طريقه إلى دولة الإمارات على العودة إلى العراق صباح أول من أمس.
وقال الساعدي إنه «بعد إجراء الاتصالات، جرى التأكد من أن السوداني أُلقي القبض عليه من جانب شرطة هيئة النزاهة في المطار، وهو الآن في عهدة الهيئة، التي سترحّله في وقت لاحق إلى المحكمة المختصة في مدينة السماوة، مركز محافظة المثنّى، التي صدرت عنها مذكّرة القبض عليه». وأشار إلى أن السوداني كان قد حجز تذكرتين للسفر، واحدة إلى عمّان، والأخرى إلى دبي بقصد التمويه، «لكنه لم ينجح في هذا الأمر، وأُلقي القبض عليه».
وكانت طائرة الوزير المستقيل، المنتمي إلى حزب «الدعوة الإسلامية ـــــ تنظيم العراق»، أحد الفروع المنشقّة عن حزب المالكي «الدعوة الإسلامية»، قد أُعيدت إلى مطار بغداد بعد ساعة ونصف ساعة من إقلاعها.
وعلّق القيادي في «الدعوة ـــــ تنظيم العراق»، عبد الهادي الحساني، على اعتقال زميله في الحزب، بالقول إن السوداني سافر إلى الإمارات «لغرض معالجة زوجته، ولم يكن في نيته الهروب»، كاشفاً أنه أخذ الموافقة من أمانة مجلس الوزراء قبل سفره لأنه لم يكن ممنوعاً من السفر.
على صعيد آخر، ردّ السيد علي السيستاني على القيادي في «المجلس الإسلامي العراقي الأعلى»، صدر الدين القبانجي، الذي سبق أن رأى أن للشيعة الحق في حكم العراق لأنهم يمثّلون الغالبية الديموغرافية فيه. ورأى السيستاني أن العراق «لا يُحكم بغالبية طائفية أو قومية بل بغالبية سياسية تكوّنها الانتخابات».
ونقل مصدر مسؤول في مكتب السيستاني عن المرجع الشيعي قوله إن «وجهة نظر المرجعية لا تتطابق بصورة قاطعة مع تصريحات القبانجي»، جازماً بأنّ «القبانجي لا يمثل السيستاني، وتصريحاته السياسية لا تعبّر عن آراء المرجع إطلاقاً».
وفي السياق، التقى المالكي زعيم «المجلس الأعلى الإسلامي»، عبد العزيز الحكيم، في أحد مستشفيات العاصمة الإيرانية، طهران، حيث يتلقّى الأخير علاجاً كيميائياً ضد سرطان الرئة الذي يعانيه. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، فقد بحث المالكي والحكيم آخر التطوّرات السياسية والأمنية على الساحة العراقية، وأكّدا على «ضرورة دعم الائتلاف العراقي الموحّد وتعزيزه لأن ذلك يساعد على مواجهة الأخطار التي تهدّد العراق».
في هذه الأثناء، ردّت السعودية، على لسان وزير داخليتها الأمير نايف، على المالكي، الذي سبق أن اتهم المملكة قبل يومين بأنها رفضت جميع المبادرات العراقية باتجاه تحسين العلاقات الثنائية. ولفت نايف إلى أن الرياض «لا تقبل أن يساء إلى العراق حكومة وشعباً»، نافياً أن تكون مملكته تسمح لسعوديين بالتسلّل إلى بلاد الرافدين عبر حدودها. وخاطب المالكي بالقول «تعلم حكومة العراق من أين يأتي المقاتلون».
كما ردّ نايف تهمة التقصير في مراقبة الحدود إلى الطرف العراقي، مطالباً إياه باتخاذ كل الإجراءات لضبط حدوده «مثلما تفعل الحكومة السعودية في ضبط حدودها».
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «الوطن» السعودية، اكتفى نايف بالردّ على كلام المالكي، الذي كشف فيه أن الرياض أحبطت جميع المبادرات العراقية باتجاهها، بالقول إن هذا الكلام «غير صحيح».

(الأخبار)