استبق الرئيس المصري حسني مبارك، وصول نظيره الأميركي باراك أوباما إلى القاهرة يوم الخميس المقبل، بجملة مواقف تمحورت حول قضيتين: إيران لا تمثل خطراً مشتركاً للعرب والإسرائيليين، ومصر لا توافق على إسرائيل «دولة يهوديّة»
القاهرة ــ خالد محمود
أنهت القاهرة استعدادتها اللوجستية والسياسية المطلوبة لاستقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي سيقضي في العاصمة المصرية 8 ساعات يوم الخميس المقبل. 8 ساعات تعوّل القيادة المصرية الكثير عليها، إذ سيتخلّلها خطاب أوباما للعالم الإسلامي، حيث يُنتظَر أن يحمل طرح الخطوط العريضة للمبادرة الأميركية الجديدة الخاصة بالصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
وتزيّنت القاهرة استعداداً لاستضافة الرئيس الأميركي، كما تقرّر أن تمنح جامعة القاهرة كادرها التعليمي والأكاديمي، إجازة مفتوحة يوم خطاب أوباما، لكي يكون الصرح الجامعي بتصرف أوباما أمنياً ولوجستياً.
واستباقاً للزيارة، عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعاً موسعاً للقيادات التنفيذية والتشريعية في البلاد، وسط تكهنات بأنه على وشك اتخاذ قرار بحل مجلس الشعب قبل استكمال مدته القانونية. غير أن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد اقتصرت على تظهير مواقف مبارك من القضايا التي يُتوقّع أن يتطرّق أوباما إليها.
وعن الملف النووي الإيراني، والخلاف العربي ـــــ الإيراني، نقل عواد عن مبارك قوله إن مصر «لا تخلط الأوراق»، رافضاً «محاولات الإعلام الإسرائيلي الإيحاء بأن إيران تمثل خطراً مشتركاً للعرب ولإسرائيل». وبحسب عواد، فإنّ الأولوية لمصر وللرئيس مبارك تبقى القضية الفلسطينية «مهما تعددت المخاطر والتهديدات التى تحدق بمنطقة الشرق الأوسط». وتابع «نرفض الإيحاء بأننا نواجه مع إسرائيل كعرب خطراً مشتركاً (هو إيران) أو أننا في خندق واحد، فنحن على خلاف مع إيران لأسباب مختلفة تماماً، ونأمل أن تؤدي إيران دوراً بنّاءً يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويبتعد بالمنطقة عن حافة الهاوية».
وفيما أشار عواد إلى أن الرئيس المصري «كان واضحاً جداً في لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) في أن مصر تعارض سياسات إيران في توسيع نفوذها في المنطقة وبسط هيمنتها على منطقة الخليج والشرق الأوسط من خلال ميليشيات وفصائل معروفة»، عاد واعترف بحق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية «إلى أن يثبت العكس».
كما جدّد عواد معارضة القاهرة لـ «يهودية الدولة» في إسرائيل، لافتاً إلى أن مبارك قد عبّر عن ذلك خلال لقائه مع نتنياهو، وسأله عن مصير «فلسطينيي 48» وعن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وكشف المتحدث الرئاسي المصري أن مبارك استعاد ما قام به الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان عام 1948 لدى توقيعه قرار اعتراف بلاده بدولة إسرائيل، عندما شطب كلمة «اليهودية» من قرار الاعتراف.
وأعرب السفير عواد عن أمله في أن يتضمن خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي «مقاربات جادّة تتصدى لجواهر العلاقة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة وهي قضية السلام في الشرق الأوسط».
وفي السياق، أجرى مبارك اتصالاً هاتفيا بالملك السعودي عبد الله، تناول زيارة الرئيس الأميركي، وخصوصاً أنّ المحطة الأولى له ستكون في الرياض يوم الأربعاء المقبل.
ويتضمّن برنامج زيارة أوباما إلى القاهرة، استقبالاً رسمياً في قصر «القبّة»، تليه جولة مباحثات مغلقة بين الرئيسين الأميركي والمصري، وأخرى موسعة على صعيد الوفود، كذلك يتضمن البرنامج إلقاء كلمة لأوباما موجهة إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة، وزيارة إلى بعض المعالم التاريخية قبل المغادرة.