محمد بديرهل يزيد تسلم بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء في إسرائيل احتمالات شن الدولة العبرية هجوماً على إيران؟ سؤال شُغلت به أوساط سياسية إسرائيلية خلصت إلى تقدير الإجابة عنه بنعم، مع الإشارة إلى أنه «لم يتم تجاوز نقطة العودة بعد». هذا ما أوردته صحيفة «هآرتس» أمس بقلم كبير المحللين السياسيين فيها والباحث في معهد دراسات الأمن القومي، ألوف بن.
ونقل الكاتب عن شخصيات سياسية كانت على صلة بنتنياهو قولها إن الأخير «قرر تدمير المنشآت النووية الإيرانية»، مشيراً إلى أن «التساؤل السائد وسط هؤلاء هو عن كيفية تعامل الجمهور الإسرائيلي مع قرار من هذا النوع وعن انعكاسه على شعبية كل من نتنياهو ووزير الدفاع، إيهود باراك».
وكان نتنياهو قد تعهد قبل الانتخابات عدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي «إذا انتخبتُ لرئاسة الوزراء، وهذا يشمل كل ما يجب فعله حتى تتحقق هذه المقولة فعلياً». كذلك عاد وشدد خلال خطاب تقديم حكومته للكنيست أول من أمس على اعتبار تسلح إيران بالقنبلة النووية «الخطر الأساسي على إسرائيل».
وإذ لفت بن إلى أن الفرضية القائمة في إسرائيل هي أن الدبلوماسية والعقوبات لن يحققا شيئاً حيال طهران، وأن السبيل الوحيد لإيقاف المشروع النووي الإيراني هو القوة التي تملك إسرائيل وحدها الدافعية لاستخدامها، كشف عن «تدريبات تجريها حكومات أوروبية لإخلاء رعاياها من إيران في حال قيام طرف ثالث بمهاجمة المنشآت النووي هناك». وقال بن إن «الأوساط الأمنية الاستراتيجية في إسرائيل منقسمة على نفسها في قضية مهاجمة إيران. فمن جهة، يعتقد بعض هذه الأوساط أن سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك القدرة على ضرب المنشآت النووي الإيرانية وأن هذه الضربة ستؤخر المشروع من ثلاث إلى أربع سنوات ستتيح، إذا أُحسن استغلالها، إقامة إطار سياسي يكبح استئناف هذا المشروع. لكن من جهة أخرى، يسود اعتقاد لدى البعض الآخر من هذه الأوساط بأن مهاجمة إيران ستكون أكبر من حجم إسرائيل». ويعلّل هؤلاء رأيهم بأمرين أساسيين: الخشية من رد فعل إيراني عنيف قد يقود إلى اندلاع حرب شاملة، ومعارضة الولايات المتحدة الحاسمة لعملية عسكرية إسرائيلية مستقلة، مع الإشارة إلى أن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، هو الذي يرأس هذه المعارضة. ويرى هؤلاء أن نتنياهو وباراك لا يمكن أن يصدرا أمراً لسلاح الجو الإسرائيلي بمهاجمة طهران من دون «ضوء أخضر واضح أو ضمني» من واشنطن.
وفي هذا الإطار، رأى الكاتب أن نتنياهو يعوّل على إحداث تغيير في موقف الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، في هذا الملف خلال لقائه به الشهر المقبل. وبحسب بن، سيقول نتنياهو لأوباما إن «التاريخ سيحاكم رئاسته وفقاً لمعالجته للمشروع النووي الإيراني». وشكك الكاتب في إمكان نجاح نتنياهو، رغم «لغته الإنكليزية البليغة»، بإقناع الرئيس الأميركي في تغيير جدول الأولويات لديه، «وعلى رأسه إنقاذ باكستان وسلاحها النووي من أيادي طالبان والقاعدة مع محاولة كسب الهدوء مع إيران». بل إن «هناك شكاً في أن يدفع حتى اقتراح إسرائيلي للانسحاب من الجولان وإخلاء المستوطنات من الضفة أوباما إلى قصف إيران أو الموافقة لنتنياهو على فعل ذلك»، ما يعني «أن إسرائيل ستضطر إلى بذل جهود للتوصل إلى تفاهم مع أوباما يتعلق بسبل معالجة الملف النووي الإيراني».