محمد زبيبالأطرف من المصارف اللبنانية عندما تتغنّى بقدرتها على الصمود في وجه الأزمة العالمية، هو شركة سوليدير عندما تتغنّى بصلابة وضعها بالمقارنة مع الشركات العقارية الأخرى في المنطقة... المصارف وسوليدير يحيلان الأمر إلى «عبقرية» لبنانية باتت تشبه إلى حد ما «اليد الخفية» التي يعبدها قنّاصة السوق الحرّة.
«العبقرية اللبنانية» كما «اليد الخفية» اسمان وهميان لمنظومة الاستغلال البشعة التي تنشأ من تلازم مصالح بين من يمتلك سلطة القرار ومن يمتلك سلطة المال، وغالباً ما تتجسد السلطتان في فئة واحدة محددة، عندها تعمل المنظومة بأفضل طريقة، وهذا ما حصل ويحصل في لبنان، إذ جُنّد كل المجتمع في خدمة تحقيق أعلى معدّلات ربحية في القطاع المصرفي وفي سوليدير عبر آلية تراكم الدين العام في القطاع الأول، وعبر نهب ملايين الأمتار المربّعة من الأملاك الخاصة والعامّة وردم البحر في الشركة الثانية، وإصدار مئات القوانين والمراسيم والقرارات والخطط والمخططات في هذا السياق.
لقد حقق القطاع المصرفي أرباحاً بقيمة مليار دولار تقريباً في العام الماضي (612 مليوناً لأكبر 3 مصارف)، وحققت شركة سوليدير أرباحاً بقيمة 156 مليون دولار، فيما كانت المصارف والشركات العقارية تنهار في كل مكان... أليس من حق اللبنانيين أن يسألوا كيف يحصل ذلك؟