لم يستطع مجلس حقوق الإنسان تشكيل بعثة دولية لتقصّي الحقائق في انتهاكات إسرائيل في قطاع غزة، إلا بعدما تعهد بأن تشمل تحقيقاته حركة “حماس”
وسّع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، التحقيق الذي كلف به المدعي العام السابق لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة ولرواندا، ريتشارد غولدستون (الصورة)، ليشمل “كل انتهاكات حقوق الانسان” في غزة، لا فقط تلك التي ارتكبتها إسرائيل، خلال هجومها الأخير على القطاع. وأعلن رئيس مجلس حقوق الانسان، مارتن يوهوجيان اوهومويبي، في بيان، “إني واثق من أنّ البعثة ستكون قادرة على تقييم مستقل وغير منحاز لكل انتهاكات حقوق الانسان والقانون الانساني المرتكبة في إطار النزاع”.
ورأى اوهومويبي أنه بغض النظر عن القرار، فإن “الهدف النهائي” للمجلس كان موضع رهان. ولم يكن من الممكن تحقيق الهدف لو لم تُشكل مهمة تحقيق “مستقلة وغير منحازة، تكون محل ثقة جميع الاطراف”.
بدوره، أقرّ غولدستون أنه “بوصفي يهودياً فقد مثّل تلقي الدعوة لرئاسة هذه المهمة صدمة لي”. ولفت إلى “ان اتخاذ القرار لم يكن سهلاً، وأنه أمضى عدة ايام بل وبضع ليال من الارق قبل قبوله”.
وأوضح غولدستون “إن قبول المهمة كان في نهاية المطاف بدافع قلقي على السلام في الشرق الاوسط وعلى الضحايا من أي جهة كانوا”. وأضاف “أعتقد أني قادر على أداء هذه المهمة الثقيلة بشكل متوازن وغير منحاز، وأن من مصلحة الفلسطينيين والاسرائيليين التحقيق في المزاعم الخاصة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في الجانبين”.
بيد أنه حذر من ان نتائج مهمته يمكن استخدامها في اطار تحقيقات جنائية على المستويين الوطني والدولي، إذ من المقرر ان يجتمع اعضاء المهمة في غضون اسابيع قليلة في جنيف لوضع برنامج عمل، على أن يُعرض تقريرهم على مجلس حقوق الانسان في غضون 3 اشهر.
وإضافة الى غولدستون، تضم البعثة الخبيرة البريطانية في القانون الدولي، كريستين شينكين، والقاضية في المحكمة العليا في باكستان، هينا جيلاني، والكولونيل الايرلندي المتقاعد ديزموند ترافرز. وكان مجلس حقوق الانسان قد قرر في 12 كانون الثاني اثناء اجتماع طارئ حول الوضع في غزة تشكيل “مهمة استقصاء حقائق” حول الانتهاكات التي “اقترفتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني”. وتم تبني القرار بأغلبية 33 صوتاً مقابل صوت واحد وامتناع 13 عضواً عن التصويت معظمهم من الدول الغربية التي رأت أن القرار غير متوازن، لأنه لا يشمل إطلاق قذائف فلسطينية على مدنيين في جنوب إسرائيل.
(أ ف ب، رويترز)