محمد بديرأعرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون، أمس، عن قلقهم من «الدور المتعاظم لخلايا ترتبط بحركة فتح في العمليات الأخيرة التي تُنفّذ في الضفة الغربية». وذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن «هناك إشارات تتراكم منذ حوالى شهرين لدى المؤسسة الأمنية تفيد بإعادة تأليف عدد من المجموعات التابعة للذراع العسكرية لفتح، ومبادرة هذه المجموعات إلى محاولة تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين».
وبحسب الصحيفة، فإن الإشارات المتراكمة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية «تفيد بخرق عدد من المطلوبين الفلسطينيين شروط التسوية»، عازية هذه «الظاهرة إلى ضعف سيطرة قيادة السلطة في رام الله على المجريات الميدانية في الضفة. كما لم تستبعد أن يكون سببها تشجيع مسؤولين سياسيين في السلطة، بطريقة غير مباشرة، على ممارسة الإرهاب من أجل إبقاء الخيارات مفتوحة، انطلاقاً من فرضية أن العلاقات بين السلطة وإسرائيل قد تهتز بشدة، في ضوء تأليف حكومة يمينية جديدة في تل أبيب، تضاف إلى ذلك التوقعات الفلسطينية بشأن تسارع البناء الإسرائيلي في المستوطنات».
وأشارت «هآرتس» إلى «وجود دور محتمل لحزب الله في إعادة تشغيل خلايا فتح حالياً»، لافتة إلى «دور الحزب في تشغيلها خلال عامي 2003 و2004». كما أشارت إلى «تعزيز الاتصال بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والمجموعات العسكرية في الضفة الغربية، كسبب لإعادة تفعيل هذه المجموعات».
ورغم ذلك، قالت الصحيفة إنه «لم يتضح حتى الآن وجود علاقة بين نشطاء فتح وسلسلة العمليات الأخيرة، وبينها عملية قتل شرطيين في غور الأردن، وقتل أحد المستوطنين في مستوطنة بات عين».
وكانت السلطة الفلسطينية قد توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل، قبل نحو عامين، تعهّد بموجبه المطلوبون الفلسطينيون المنتمون إلى «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لـ«فتح» بعدم ممارسة أي نشاط مقاوم ضد إسرائيل، في مقابل تعهّد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بوقف مطاردتهم.
وفي إطار الاتفاق، الذي سُمّي «تسوية المطلوبين»، خضع البعض لـ«اعتقال وقائي» لدى أجهزة الأمن الفلسطينية، فيما استوعب آخرون في هذه الأجهزة.
ميدانياً، قال مسعفون ومسؤول أمني إسرائيلي إن «قوات إسرائيلية قتلت بالرصاص امرأة فلسطينية فتحت النار على قاعدة للشرطة (شوكيت) في جنوب إسرائيل»، أول من أمس. وأوضح المسؤول أن «المرأة فتحت النار على موقع حراسة في القاعدة الإسرائيلية التي ردت بإطلاق النار فقتلتها»، مشيراً إلى أنها كانت تحمل مسدساً.
وفي غزة، قال مسعفون فلسطينيون إنهم «انتشلوا جثتي مقاومين قتلهما جنود إسرائيليون بالرصاص قرب حدود القطاع». وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن «جنوداً فتحواً النيران على عدة نشطاء في شمال قطاع غزة وأصابوا اثنين». وقال أعضاء في حركة «الجهاد» الإسلامي إن «أحد المقاومين ينتمي إلى الحركة، فيما ذكر أعضاء في لجان المقاومة الشعبية أن الآخر زميل لهم».