فيما يواصل المبعوث الأميركي الخاص بالسودان سكوت غريشان مباحثاته في الخرطوم لاحتواء الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، علمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة أن قطر بذلت جهوداً خاصة لجهة تنفيس الاحتقان الدولي القائم ضد السودان، من خلال محاولة تنظيم لقاءات بين القيادة السودانية والمحكمة الجنائية، لمناقشة ترتيبات من شأنها منع تفاقم الأمور بعد إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير. وأضافت المصادر أن المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، زار الدوحة قبل مدة، وعقد اجتماعات مع المسؤولين القطريين، وكان يفترض أن يُجمع بمسؤولين سودانيين لم يحضروا إلى الدوحة في الوقت المناسب.كذلك أشارت المصادر إلى أن قطر، ومعها سوريا وليبيا، حثّت البشير على إطلاق عملية مصالحة داخلية شاملة، وعلى تنظيم العلاقات مع بعض الشخصيات المعارضة. وأضافت أن هذه العواصم تلقّت تأكيدات من البشير في شأن نيّته العمل على إقفال ملف دارفور في أسرع وقت، على أمل أن يصار خلال هذه الفترة إلى تحقيق اختراقات تسمح بتجميد مذكرة التوقيف بحقه.
وفي سياق متصل بالجهود الدولية لحل الأزمة في الإقليم، حذر غريشان، بعد عودته من زيارة لمخيم زمزم للاجئين في ولاية شمال دارفور أول من أمس، من أن الإقليم بأسره على شفا أزمة إنسانية حادة. وقال «إنني قلق للغاية مما رأيته. نحن على شفا أزمة أعمق في دارفور». وأضاف «علينا أن نخرج بحلول على الأرض في الأسابيع القليلة المقبلة. يتعيّن علينا أن نزيد قدرة وعدد وكالات المساعدات التي تستطيع نقل المساعدات من المخازن إلى نقاط التوزيع، ثم إلى أيدي الناس وأفواههم». كما شدد على «الحاجة إلى إطلاق عملية قصيرة الأجل ومكثفة لإحلال السلام في الإقليم»، مؤكداً دعمه للمفاوضات التي تجري في الدوحة برعاية قطرية ومشاركة الاتحاد الأفريقي.
وأعلن غريشان نيّته زيارة قطر، قائلاً «سأجري مشاروات مع قادة المنطقة، وخصوصاً في جوار السودان قبل أن أذهب إلى قطر». وأضاف «سأبذل قصارى جهدي لتوفير انضمام كل الأطراف التي ينبغي أن تمثّل في (مفاوضات) قطر، وسنعمل على الحلول الوسط اللازمة للوصول إلى تسوية سياسية دائمة وقابلة للتحقق فعلياً».
بدوره، أعلن الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي، أول من أمس، أنه يجب القيام بشي ما لإنهاء النزاع في دارفور الذي «يستمر منذ زمن طويل»، وذلك إثر محادثات أجراها مع البشير في إطار بعثة الاتحاد الأفريقي التي تهدف إلى دراسة الوضع في دارفور تمهيداً لرفع توصيات إلى مجلس السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي.
إلى ذلك، أعلنت المنظمة الفرنسية «للمساعدة الطبية الدولية» (آمي)، أن اثنين من موظفيها الأجانب خطفهما «مسلحون مجهولون»، ليل السبت ـــــ الأحد، في محافظة عد الفرسان في جنوب دارفور.
(الأخبار، أ ف ب ، يو بي آي، رويترز)