خاص بالموقع | جرى التحديث 9:45 مساءًنيويورك ــ نزار عبود
أخفقت جهود المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة، في منع فوز إسرائيل برئاسة لجنة السكان والتنمية في المنظمة الدولية التي تضم في عضويتها لبنان. وبذلك تكون الدولة العبرية قد سجّلت سابقة تاريخية بالفوز بمنصب من هذا النوع في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.
وتم انتخاب نائب مندوب إسرائيل، دانييل كارمون لرئاسة اللجنة في دورتها الثالثة والأربعين، وهي التي تضم 47 عضواً، بينهم 3 عن المجموعة العربية: تونس ولبنان وعُمان.
وجرت عملية التصويت السري مساء الجمعة الماضي، وفاز فيها كارمون بغالبية 28 صوتاً، في مقابل 9 أصوات معارضة من أصل 37 عدد المصوّتين الحاضرين.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ«الأخبار»، فإنّ انتخاب المندوب الإسرائيلي سهّله تقصير عربي فاضح، تجلّى عبر التأخّر ببعث رسالة عربية، اتفق بشأنها، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وذلك عن طريق عرقلة أردنية (بما أنّ الأردن هو مسؤول المجموعة العربية حالياً في الأمم المتحدة). كذلك لم تعقد المجموعة العربية اجتماعاً مع الترويكا الأوروبية ورئاسة مجموعة أوروبا الغربية. وتراجع وفد عُمان عن الالتزام بالموقف العربي المتخذ على مستوى المندوبين الدائمين بالدعوة إلى الاعتراض على ترشيح إسرائيل.
وكشف أحد الدبلوماسيين العرب لـ«الأخبار» أنّ الوفد اللبناني كان «مشتّتاً في توجهاته وعاكساً تضارب الجهات الرسمية في بيروت». وأشار المصدر إلى أنّ اتصالات الدبلوماسيين اللبنانيين تنقّلت بين رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ.
وفي النهاية، اقتصر التحرك العربي على بيان رفعه مندوب لبنان، الذي مثّل المجموعة العربية في اللجنة، حسن صالح، استنكر فيه بشدة ترشيح إسرائيل، وطالب بإعادة النظر فيه. وأعرب صالح عن عميق قلق المجموعة العربية من الترشيح الإسرائيلي الذي «سيؤثر سلباً على عمل اللجنة وصدقيتها»، مذكّراً بأن الدولة العبرية «لا تزال تحتل أراضي في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس حقوق الإنسان».
كذلك تضمن البيان اللبناني تذكيراً بأنّ «السلطة الإسرائيلية القائمة بالاحتلال، تعوق التنمية وتنتهك حقوق السكان الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية والسكان السوريون في الجولان السوري المحتل واللبنانيون في ما بقي من الأرض اللبنانية المحتلة». وأعرب نيابة عن المجموعة العربية، عن معارضته الشديدة لهذا الترشيح، لأنه «مناقض للمبادئ والأهداف التي قامت عليها اللجنة»، مناشداً، من دون جدوى، الدول للامتناع عن دعم المرشح الإسرائيلي.
وقبيل عملية التصويت، نقلت المندوبة الإسبانية دعم مجموعة أوروبا الغربية لترشيح إسرائيل، مبررة قرارها بحجة أن كارمون «لديه الكفاءة ولا ينبغي التشكيك فيه لأسباب سياسية».
ورأى المندوب الدائم لفلسطين، رياض منصور، أن ترشيح أوروبا لإسرائيل «يعتبر استفزازاً لمشاعر المجموعة العربية في ضوء الحرب الأخيرة على غزة، وغداة انتخاب حكومة إسرائيلية متطرفة».
بدوره، اقترح مندوب مصر الدائم ماجد عبد الفتاح، قيام المجموعة بتسجيل موقفها من خلال رسالة إلى الرئاسة المكسيكية الحالية للجنة السكان والتنمية، وأن يتم توزيعها كوثيقة رسمية.