يقف قطاع غزة أمام أزمة صحية سببها سوء إجراءات التخزين المصرية والعوامل الجوية اللذين أدّيا إلى إتلاف نصف المساعدات المحجوزة في العريش، فيما يهدّد التأجيل حوار القاهرة مجدداً
غزة ــ قيس صفدي
أعلنت وزارة الصحة في الحكومة المقالة، التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة، أن «سوء إجراءات التخزين من جانب السلطات المصرية والعوامل الجوية، أدّيا إلى تلف أكثر من نصف المساعدات المحتجزة في مدينة العريش منذ أشهر، فيما تعاني غزة من نفاد عشرات أصناف الأدوية بفعل الحصار وإغلاق المعابر».
وقال وزير الصحة في الحكومة باسم نعيم إن «حوالى تسعة آلاف طن من المساعدات التي قدمتها دول وجهات عدة للقطاع، في فترة الحرب الإسرائيلية الأخيرة وما بعدها، لا تزال موجودة في مدينة العريش المصرية، من دون السماح بوصولها إلى القطاع»، مؤكداً أن «60 في المئة من هذه المساعدات تعرّضت للتلف استناداً إلى منظمة الصحة العالمية، بسبب الطرق السيّئة التي تتّبع في التخزين، إضافة إلى تعرّض المساعدات لمختلف العوامل الجوية، كالرياح والأمطار وأشعة الشمس».
وفي السياق، حذرت وزارة الصحة من خطورة استمرار العجز في الرصيد الدوائي في مخازنها، نتيجة إغلاق المعابر ومنع الاحتلال وصول الأدوية إلى القطاع، على حياة عشرات المرضى. وأشارت إلى أن «61 صنفاً من الأدوية نفدت من المخازن، و69 صنفاً من المهمات الطبية أصبح رصيدها صفر». وناشدت وزارة الصحة «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المؤسسات الإنسانية والحقوقية وكل الشرفاء والأحرار في العالم بالتدخل الفوري».
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة «حماس» أنها اتفقت ونظيرتها في حكومة رام الله على التنسيق المباشر بينهما لإجراء امتحانات الثانوية العامة «التوجيهي» موحدة في غزة والضفة. وقال وزير التربية والتعليم العالي في حكومة «حماس» محمد عسقول إن «امتحانات الثانوية العامة ستكون موحّدة على غرار العام الماضي بين غزة والضفة».
وبالتزامن مع هذه الخطوة، يبدأ قياديان بارزان من حركة «فتح» بزيارة إلى قطاع غزة اليوم، بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
في هذا الوقت، وفي ما يتعلق بالحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا إن «انعقاد جولة جديدة من الحوار في السادس والعشرين من الشهر الجاري في القاهرة أمر غير مؤكد»، موضحاً «لا أعتقد أنّ هناك إمكاناً لعقد الحوار، وهناك إمكان أكبر أن يؤجّل»، معتبراً أن هذا الموعد «جاء للتخفيف من حدّة عدم نجاح الحوار».
وأشار مهنا إلى «إمكان التوافق على حكومة من دون برنامج سياسي، تكون مهمتها الإشراف على إعادة الإعمار وتوحيد المؤسسات والإعداد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية». إلا أنه لم يؤكد وجود اقتراح مصري بتأليف حكومة يرأسها عباس.