Strong>اعتقالات بالجملة في المحافظات... و100 نائب يقاطعون كلمة نظيفنجحت الحكومة المصرية في إفشال الإضراب الذي كان مقرّراً أمس بدعوة من حركة «6 نيسان» الاحتجاجية لمناسبة «يوم الغضب» على الأوضاع المعيشية والقمع السياسي، وذلك عبر الاعتقالات الاستباقية وقمع المتظاهرين، إلا أنّ ذلك لم يمنع الحركات الطلابية من المشاركة في تظاهرات «متواضعة» العدد

القاهرة ــ الأخبار
أعلنت الحكومة المصرية ووسائل الإعلام الرسمية فشل الدعوة العامة للإضراب التي دعا إليها ناشطون سياسيون معارضون لنظام الرئيس، حسني مبارك، إذ لم تجد أي استجابة لدى الشارع المصري. لكن المعارضين قالوا إن الأجهزة الأمنية عنّفت المحتجين وشنت حملة اعتقالات ومداهمات لإجهاض الإضراب.
وادّعت الحكومة أن العمل انتظم في جميع المصالح الحكومية والقطاع الخاص، وكذلك الطلاب في المدارس والجامعات، وأتت نسبة الغياب بين الموظفين في المؤسسات والمدارس طبيعية ولا ترقى إلى أدنى مستويات الإضراب.
ولم تظهر أي علامة على الاستجابة للدعوة إلى الإضراب العام في العاصمة. وأكدت وكيلة وزارة التربية والتعليم في محافظة الفيوم، سلوى أمين، انتظام العمل بجميع المصالح الحكومية والإدارات التعليمية، كذلك انبرى المحافظون لإعلان «السير الطبيعي» للأعمال في محافظاتهم.
ورغم انتظام العمل في المحافظات المختلفة، إلا أن ذلك لم يمنع المئات من الطلاب المنتمين الى حركة «6 نيسان» والإخوان وقوى اليسار من المشاركة في تظاهرات في جامعات القاهرة وعين شمس (شرق القاهرة) وحلوان (الضاحية الجنوبية للعاصمة المصرية) والإسكندرية وطنطا والمنصورة والمنيا. وشهدت جامعة عين شمس صدامات بين الطلاب المشاركين في «يوم الغضب» وطلاب موالين للحكومة، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص. وذكر مصدر أمني أن الشرطة اعتقلت ثمانية طلاب.
وفي جامعة المنيا، نظم قرابة 150 طالباً مسيرة رفعوا خلالها لافتات كُتب عليها «مطالبنا الحق في تعليم حقيقي يؤهل لسوق العمل ووقف الإجراءات التعسفية ضدّ الطلاب».
وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة تحسباً لاضطرابات تتخلل «يوم الغضب»، وأكد مسؤول أمني أن «الشرطة أعطت الأمر بتوقيف كل شخص يشارك في التظاهرات، فيما نُشرت قوات أمنية إضافية في مناطق حساسة في القاهرة ومناطق أخرى».
وقد ألقت الشرطة القبض على أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وقال مصدر أمني إن 12 من أعضاء الجماعة اعتقلوا في مناطق مختلفة، فيما كانوا يستعدون للمشاركة في التحركات الاحتجاجية. وذكر موقع الجماعة أن أربعة طلاب اعتقلوا في جامعة عين شمس، بينهم اثنان من الجماعة واثنان من حركة «6 نيسان». وكان 32 من الطلاب قد اعتقلوا في محافظات كفر الشيخ والاسكندرية والفيوم وبور سعيد خلال الأيام الخمسة الأخيرة.
وقد انسحب قرابة 100 من أعضاء مجلس الشعب المصري، من المستقلين ومن نواب جماعة الإخوان المسلمين، من مقاعد المجلس، استجابة للدعوة الى «يوم الغضب» وذلك أثناء إدلاء رئيس الوزراء، أحمد نظيف، ببيان أمام البرلمان.
وأكّد النواب في بيان وزعوه فور انسحابهم أن «الشعب ضاق بحالة الطوارئ المستمرة منذ 28 عاماً، ومن الفساد المتغلغل في أركان الدولة حتى النخاع، وانتشار الغلاء والبطالة والعنوسة والاحتكار وسكنى المقابر والعشوائيات». وأضافوا أن «الشعب سئم من الانتهاكات المتكرّرة والمستمرة لحقوق الإنسان ومصادرة الآراء والاعتقالات العشوائية والمحاكمات العسكرية والاختفاء القسري والتعذيب حتى الموت، ومن توقف مؤسسات المجتمع المدني».
وكانت «حركة 6 نيسان» الشبابية الاحتجاجية قد دعت إلى الإضراب قبل أسابيع تحت شعار «حقّنا وحناخده». وحددت مطالب عدة، بينها «رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنيه مصري (قرابة 218 دولاراً)» و«انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد».

وتلا نور بياناً أطلق عليه اسم «إعلان القاهرة»، وتضمن عشرة مطالب، أبرزها «تشكيل جمعية تأسيسة يُنتخب ثلثاها ويقوم أساتذة القانون الدستوري والمحكمة الدستورية العليا باختيار ثلث أعضائها»
وطالب نور في بيانه أيضاً بأن «تُمهل هذه الجمعية التأسيسية عاماً تقوم خلاله بإعداد التعديلات القانونية والدستورية المطلوبة لكفالة حرية مباشرة الحقوق السياسية وحرية تشكيل الأحزاب السياسية»، كذلك أن تقوم الجمعية بالإعداد «للانتخابات الرئاسية والتشريعية».
(أ ف ب)