لنفترض أن الخلاف بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول مخصصات مجلس الجنوب لا يزال يعوق عرض مشروع موازنة عام 2009 على مجلس الوزراء لإقرارها... لنفترض أن هذه الحجّة «الواهية» ليست واهية، فما هي الحجة التي تعوق عرض خطة السنيورة لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية على لبنان؟منذ فترة غير طويلة بدأ الترويج لوجود هذه الخطّة «الاستباقية»، إلا أن حقيقة وجودها تلاشت مباشرة بعد نشرها في الصحافة والإعلام، وكأن المطلوب هو أن يقال «إن هناك خطة»، بمعزل عن مدى صوابية تشخيص التداعيات والإجراءات المقترحة لمواجهتها... فالهدف كان إعلامياً بامتياز، وما عدا ذلك، لا شيء.
هذا الأمر ينطبق على الكثير مما يُطرح هنا أو هناك، بما في ذلك مشروع الموازنة، لأن من بيده الأمر الآن مرتاح جدا الى الواقع القائم، ولا يجد ضرورة لأي تغيير، بل يتصرف أحياناً كما لو أنه يفضل أن يبقي وضع الحكومة كما كان بعد استقالة عدد من وزارئها وانتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق.
لا مشروع للموازنة، ولا خطة للمواجهة، وهناك تقارير يرفعها الوزراء المختصون لمعالجة بعض المشكلات القطاعية، كالكهرباء مثلاً، يرفض عرضها، ويتعامل معها بخفّة واضحة.
(الأخبار)