غزة ــ قيس صفدينفت حركة «حماس» تلقّي اقتراح مصري، خلال جولة الحوار الوطني الأخيرة في القاهرة، يفضي إلى تأجيل تأليف حكومة التوافق، والاستعاضة عنه بالتنسيق بين الحكومتين في غزة ورام الله. وقال المتحدث باسم حكومة «حماس» في غزة، طاهر النونو، «إننا لا نناقش مقترحات عبر وسائل الإعلام»، موضحاً أن «جدول أعمال حوار القاهرة كان واضحاً وتضمّن تأليف حكومة توافق وطني».
وينص المقترح المصري، الذي نفاه النونو لـ«الأخبار»، على تأجيل تأليف حكومة التوافق الوطني والتنسيق بين حكومتي غزة ورام الله، مع مواصلة العمل على توحيد المؤسسات الفلسطينية، نتيجة عدم حسم الخلاف بين الحركتين.
وبموجب المقترح، سيكلّف الرئيس محمود عباس شخصية مستقلة، يرجّح أن تكون رئيس حكومة رام الله المستقيل سلام فياض، لتأليف حكومة جديدة في رام الله خلال الفترة الانتقالية، ذات مهمات محددة، منها الإعداد للانتخابات التشريعية، والرئاسية المتزامنة، وإعادة إعمار غزة، وذلك بالتوازي مع تأليف لجنة فصائلية مهمتها التعاون مع حكومة فياض في إعادة الإعمار، وتكون «حلقة تواصل» بين حكومتي غزة ورام الله.
وكان مسؤول فلسطيني رفيع المستوى قد قال لوكالة «فرانس برس» إن رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان اقترح «مقاربة جديدة تقضي بأن يؤجّل موضوع تأليف حكومة توافق وطني، ما دام الخلاف على برنامجها يستعصي على الحل، والتنسيق بين حكومة رام الله وحكومة غزة من خلال لجنة تضم ممثلين للفصائل».
وأضاف المسؤول الفلسطيني أن اللواء سليمان «أكد أنه مع هذا التنسيق ينبغي أن يستمر العمل لتوحيد المؤسسات والأجهزة الفلسطينية، وإنجاز أقصى ما يمكن إنجازه حتى ينطلق العمل على الساحة الفلسطينية». وشدد على أن مصر «لم تقدم اقتراحاً متبلوراً، بل طرحت مقاربة جديدة لمواصلة الحوار والسعي لتوحيد المؤسسات الفلسطينية».
في هذه الأثناء، بدأ موفدا عباس، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عبد الله الإفرنجي ومستشار الرئاسة لشؤون التنمية والإعمار مروان عبد الحميد، زيارة إلى غزة للقاء قادة في حركة «حماس» والبحث في دعم الحوار وإعادة الإعمار.
وقال الإفرنجي، في تصريح إلى الصحافيين، «جئنا إلى غزة لنلتقي كل الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمها إخواننا في حركة حماس، من أجل دعم الحوار الوطني وسبل إعادة الوحدة الوطنية ومناقشة سبل إعادة الإعمار». وأضاف «مهمتنا أصبحت أصعب، ولا بد من أن نعطي الرئيس عباس شرحاً كاملاً عما نشاهده».
لكنّ «الأخبار» علمت من مصدر مطّلع أن الهدف الرئيس لزيارة القياديَين «الفتحاويَين» ليس «الحوار وإعادة الإعمار»، بل «لقاء قادة في الحركة لبحث الخلافات التنظيمية الداخلية ومسألة عقد المؤتمر السادس الذي تعترضه عقبات كثيرة».
وقال النونو لـ«الأخبار» إن الحكومة في غزة وافقت على طلب الإفرنجي وعبد الحميد زيارة غزة ولقاء قادة في الحركة، وجدد رفض الحكومة «تسييس عملية الإعمار»، مؤكداً أنه «لا بد من مراعاة أوضاع المواطنين»، معتبراً أن «حصر الأموال الممنوحة للإعمار باتفاق في الحوار الفلسطيني الفلسطيني هو تسييس لعملية الإعمار ذات البعد الإنساني».
وعبّر النونو عن أمله أن «تكون هناك نتائج إيجابية لهذه الزيارة». وقال: «نحن مع أي خطوة ترطّب الأجواء الداخلية وتتقدم باتجاه المصالحة الفلسطينية بعيداً عن حال الانقسام وتبعاتها».
‏وفي سياق منفصل، وصف ناطق باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما في العاصمة التركية أنقرة بأنها تكرار لتصريحات سلفه جورج بوش.