تزداد المخاوف في محيط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن تمارس الإدارة الأميركية ضغوطاً كبيرة على إسرائيل لمواصلة السير في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، على أساس أنابوليس
علي حيدر
رفض وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس «التدخلات الخارجية في السياسة الإسرائيلية»، وذلك ردّاً على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما لجهة اعتبار مؤتمر أنابوليس مرجعية للسلام. وقال في اجتماع لحزبه: «لم نتدخل قطّ في شؤون الآخرين. ننتظر من الآخرين ألا يتدخلوا في شؤوننا»، مضيفاً: «أنتظر من الآخرين أن يعطوا الوقت لإسرائيل لتضع برنامجاً سياسياً مسؤولاً».
وكان موقع «يديعوت أحرونوت»، قد ذكر أمس، أن المسؤولين الإسرائيليين يستعدّون لتصاعد التوتر مع واشنطن قبيل زيارة المبعوث الأميركي الخاص، جورج ميتشل، الأسبوع المقبل إلى إسرائيل، إضافة إلى زيارة أوباما المتوقعة إلى إسرائيل مطلع حزيران المقبل، بحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية.
وحاول نتنياهو التقليل من قيمة الضغط الأميركي الممارس على إسرائيل عبر إصدار بيان، تجاهل فيه الإشارة إلى موقف أوباما من أنابوليس. وأشار إلى أن إسرائيل «تقدّر التزام الرئيس أوباما بأمن إسرائيل ورغبته في دفع عملية السلام، وأن حكومة إسرائيل ملتزمة بهذين الهدفين، وفي الفترة القريبة المقبلة ستبلور سياستها من أجل العمل مع الولايات المتحدة على تحقيقها».
ولفت موقع «يديعوت أحرانوت» إلى أن شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة الجديدة أوضحت، في محادثات مغلقة، أنها واثقة من أنه سيتم إيجاد طريقة للحوار مع الولايات المتحدة ووضع مبادئ جديدة للمسيرة السياسية مع الفلسطينيين، وخصوصاً أنه لن يكون هناك خيار أمام الولايات المتحدة سوى الاعتراف بوجود حكومة جديدة في إسرائيل تختلف رؤيتها عن رؤية حكومة أولمرت.
غير أن هذه الشخصيات لفتت أيضاً إلى أن المسؤولين في إسرائيل يعترفون بأن المواجهة في التصريحات مع الولايات المتحدة أمر غير مرغوب به في هذه المرحلة، بسبب الحاجة إلى المحافظة على العلاقات مع الصديقة الأميركية الكبرى. ويتوقعون بأن المواجهة قد تنشأ خلال زيارة ميتشل، الذي يهدف إلى دفع حل «الدولتين» والسلام الشامل في المنطقة.
وأكد وزير البيئة، غلعاد اردان، القريب من نتنياهو، أن إسرائيل لا تتلقى «أوامرها» من الرئيس الأميركي وأن المواطنيين الإسرائيليين قرروا عبر التصويت لبنيامين نتنياهو ألا يكونوا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى قولها إن السلطة لن تجري أي اتصال مع حكومة نتنياهو إلى أن تستوفى ثلاثة شروط: تجميد المستوطنات، اعتراف بكل الاتفاقات الموقعة بين الطرفين وبكل الوثائق المرفقة بها، والاعتراف بحل «دولتين للشعبين».