بدت دمشق مرتاحة جداً لمواقف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الأخيرة. وهو ما دفعها إلى إعلان استعدادها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل «على الأسس ذاتها»، بعدما كانت قد أعلنت في السابق رفضها العودة إلى المفاوضات غير المباشرة
دمشق ـــ سعاد مكرم
أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ارتياح بلاده للمواقف «الإيجابية» الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما، معلناً الاستعداد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل على الأسس التي قامت على أساسها و«هي الانسحاب من الجولان السوري حتى حدود الرابع من حزيران 1967 وألا تؤثر المحادثات غير المباشرة على المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وألا تستخدم المحادثات غطاءً لشن عدوان على لبنان أو غزة»، لافتاً إلى أنه «عندما شنّت إسرائيل عدوانها على غزة توقفت المفاوضات».
ووصف المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني، علاقات سوريا مع إيطاليا بالجيدة وقال «لمسنا توافقاً في مواقفنا في المجالات السياسية، وفي الاقتصاد تعدّ إيطاليا الشريك الأول لسوريا في التبادل التجاري وفي
الاستثمارات».
بدوره، وصف وزير الخارجية الإيطالي لقاءه مع الرئيس بشار الأسد والوزير المعلم بأنه «كان مفيداً جداً، بحثنا خلاله العديد من المواضيع». وقال إنه «فُتحت صفحة جديدة من التعاون السياسي بين إيطاليا وسوريا، وجرى الحديث حول مواضيع حساسة وهامة كعملية السلام في الشرق الأوسط وإحلال السلام في الشرق الأدنى باكستان وأفغانستان ودخول أميركا في الشراكة المتوسطية».
وأضاف «تم الاتفاق على متابعة الحوار والمشاورات بين البلدين نظراً للدور الهام الذي تضطلع به سوريا في الشرق الأوسط».
في رده على سؤال عن موقف بلاده من حركة «حماس» وتصريحات وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان من أن عملية السلام انتهت، قال فراتيني «إيطاليا تريد وتعمل على المصالحة الفلسطينية ـــــ الفلسطينية»، معتبراً أنها «أحد مفاتيح السلام في المنطقة». وأوضح أنه عندما تتحدث بلاده عن عملية السلام، فهي تتحدث عما قاله الوزير المعلم «الانسحاب وشروط الرباعية والمبادرة العربية للسلام». وهنا عقّب المعلم «ووقف الاستيطان».
وقال فراتيني «سنطلب من جميع الأطراف أن توافق على هذه المبادئ، وأيّ طرف يوافق نتعامل معه». وأضاف «تشاركنا الأفكار مع الجانب السوري حول ضرورة أن يكون عام 2009 عام سلام عادل وشامل في هذه المنطقة. وإيطاليا بحكم علاقاتها مع دول المتوسط تستطيع أن تتحدث مع الولايات المتحدة وأن تكون واسطة في سبيل إحلال سلام على أساس اللجنة الرباعية والمبادرة العربية». وأعرب عن أمله «معاودة المفاوضات بالبدء بمفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة».
وعن دور بلاده في إمكان ممارسة ضغوط على إسرائيل، قال فراتيني «نحن نقوم بدور هام تعلم به جميع الدول. ليس هناك كثير من الدول الأوروبية التي لها مكانة إيطاليا والدور الذي تضطلع به مع دول المنطقة مثل لبنان وتركيا وكذلك الدور الذي تقوم به في إسرائيل والأراضي الفلسطينية». وأضاف «دور إيطاليا يمكن أن يكون إيجابياً وبنّاءً بحكم علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأميركية الجديدة من أجل التوصل إلى سلام».
وكان فراتيني قد رأى، بعد لقائه الرئيس السوري، أن هناك «فرصة مهمة» لأن «تتحدث أوروبا بصوت واحد في دعم مرجعيات الشرعية الدولية للصراع العربي الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «وجود انفتاح أميركي للحوار والانخراط يعدّ فرصة مهمة لأوروبا والمنطقة لا بد من استثمارها». ودعا الى «الاستفادة من دور سوريا كعامل إقليمي أساسي في استقرار كامل المنطقة والشرق الأوسط».
وعبّر فراتيني عن ارتياح أوروبا لمجريات قمة الدوحة وبداية تحقيق مصالحة عربية لأن تنسيق المواقف العربية مهم جداً للتحرك الأوروبي وفاعليته، موضحاً أن زيارته إلى دمشق تأتي في «إطار تفعيل هذه الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى «وجود توجه مشترك ضمن الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقية الشراكة بين سوريا والاتحاد الأوروبي في أسرع وقت ممكن».
وجاء في بيان رئاسي أنه «كان هناك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة تطوير هذه العلاقات في كلا الاتجاهين بما يساعد في تحقيق المسعى السوري الأوروبي لإرساء الاستقرار في المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة على ضفتي المتوسط». وأضاف البيان أن الجانبين بحثا أيضاً الأوضاع في الشرق الأوسط.