علي حيدرالعدوان على إيران لا يزال يداعب المخيّلة الإسرائيلية، رغم الاقتناع الذي بات يتكون من أن هذا الخيار لا يحظى بأي نوع من الدعم، وهو ما عبّر عنه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، حين قال إن «مهاجمة إسرائيل لإيران ستكون نوعاً من التهوّر».
رغم ذلك، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاطلاع على الملفات الأمنية والعسكرية، وتحديداً على الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية لخيار عسكري في مواجهة الخطر النووي الإيراني.
وقد اطلع نتنياهو أمس على عرض مفصل للخيار العسكري الذي تبنيه إسرائيل حيال المشروع النووي الإيراني، وقدم قادة المؤسسة الأمنية إلى جانب رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، تقاريرهم المفصلة أمام نتنياهو، الذي التقى بهم ثلاث مرات على الأقل، إضافة إلى وزير الدفاع إيهود باراك.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن بعضاً من هذه اللقاءات كان ثنائياً عُرضت خلاله كل الاستعدادات العملياتية التي تجريها إسرائيل. وبخصوص الانطباعات التي خرج بها نتنياهو بعد هذه اللقاءات، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر مقرب من نتنياهو قوله إن رئيس الوزراء «فوجئ إيجاباً جداً بتقدم الاستعدادات وما جرى حتى الآن». وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجيش يبني خياراً عسكرياً، بحيث إذا ما تبيّن أن العالم يعتزم التسليم بتحول إيران إلى دولة نووية، فسيكون بوسعها الإقدام على خطوات عملانية تحول دون ذلك بنفسها.
وفي سياق متصل، ذكرت «معاريف» أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية الأميركية مطلعون أيضاً على الاستعدادات والتدريبات والإجراءات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي كي يعرض على الحكومة خياراً عملياتياً ناجعاً لشل فعالية النووي الإيراني. فيما كان مصدر رفيع المستوى في الجيش قد رأى أخيراً أن «هذا دورنا، خلق إمكان عملياتي كهذا».
من جهة أخرى، تناولت صحيفة «هآرتس» المعالم الرئيسية للسياسة التي يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما تبنيها في مقابل طهران. وأوضحت أن إدارته «تبلور تمييزاً بين حق
إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم تحت الرقابة، وبين إنتاجها بالفعل لقنبلة نووية». ولفتت إلى أن هدف الولايات المتحدة هو الإبقاء على إيران في موقف «الدولة على الحافة»، التي لا تترجم قدرتها النووية إلى خطة عسكرية، على نحو يشبه اليابان.
في هذا الوقت، وصف نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أي قرار لنتنياهو بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية بأنه «عمل متهور». لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه لن يقدم على ذلك، مضيفاً: «لذلك فإن مستوى قلقي لا يختلف عما كان قبل سنة».
كذلك نُقل موقف مماثل لوزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، في مقابلة أجراها قبل أسبوع، أوضح فيها أنه سيفاجأ إن بادرت إسرائيل بشنّ عملية عسكرية على إيران، لكنه أشار إلى أنه لا يعلم ما إذا كانت إيران سوف تتجاوز «الخط الأحمر» في تطورها النووي خلال العام الحالي، ورجح وجود مزيد من الوقت لدى الولايات المتحدة للعمل إزاء البرنامج النووي الإيراني.
يُشار إلى أن نتنياهو كان قد وصف إمكان حصول «نظام متطرف» (في إشارة إلى إيران)، على سلاح نووي، خلال تقديم حكومته أمام الكنيست الأسبوع الماضي، بأنه يمثّل «الخطر الأكبر على البشرية وعلى إسرائيل».
من جهة أخرى، هنأ نتنياهو الأجهزة الأمنية على «التجربة الناجحة» لصاروخ حيتس الاعتراضي. وأكد أن «وجهتنا نحو السلام، لكننا سنعرف كيف نحمي أنفسنا». وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قد أجرت تجربة على منظومة حيتس لاعتراض الصواريخ. وأعرب المسؤولون الأمنيون عن رضاهم عن النتائج التي حققتها. ووصف قائد منظومة المضادات للطائرات، العميد داني ميلو، ما حصل بأنه «ارتفاع في الدرجة»، فيما رأى ضابط رفيع المستوى أن منظومة «حيتس» «تدل على قدراتنا المستقبلية طيبة».