رئيس جمعية تجار شارع الحمراء ومتفرّعاته زهير عيتاني لم يترك عبارة تنمّ عن عنصرية وكره طبقي إلا واستخدمها لإثارة ظاهرة المتسولين ونشاط بائعي اليانصيب والعلكة وماسحي الأحذية. فهم «يسيئون إلى شارع السياحة والتجارة» و«يزعجون المواطنين والزبائن» و«يمثّلون بؤرة فساد»... لم يذكر هذا التاجر كلمة واحدة تدلّ على أنه يملك إدراكاً، أن هذه الظاهرة ليست إلا نتيجة لسياسات حكومته التي تحبّه هو ونظراءه أكثر بكثير مما تحب بقية الناس المقهورين.
يريد عيتاني مكافحة «المتسوّلين» لا «التسوّل»، ويدعو إلى إجراءات أمنية لحماية سمعة الشارع العظيمة، ولا يدعو إلى إجراءات وتدابير سياسية تنقذ المتسوّلين من هاوية الفقر التي أُجبروا على الانزلاق إليها... لا تعنيه الأسباب التي تجعل أي شخص يضطر إلى التسوّل أو بيع العلكة أو مسح الأحذية، ليس هذا من اختصاصه بوصفه مواطناً قبل أن يكون ممثلاً لتجّار شارع «المقهورين»، فاختصاصه يقتصر فقط على «تنظيف» شارعه من الناس الذين لا يملكون القدرة على استهلاك ما يبيعه بأسعار خيالية وبهوامش أرباح أسطورية بعيداً عن أي مراقبة أو محاسبة.
فليغزُ المتسوّلون شارع الحمراء، وكل شوارع الأغنياء، ما دام هؤلاء ينزعجون من رؤية الفقراء وهم خارج أحزمة البؤس التي يعيشون فيها.
(الأخبار)