بذل قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال ريمون أوديرنو، أمس، جهداً للتخفيف من وطأة الهجمات الأخيرة التي تشهدها بلاد الرافدين، أكان ضدّ قوات بلاده المحتلة التي فقدت 11 من جنودها في الأيام الأخيرة، أم ضدّ العراقيين الذين قتل وجرح منهم المئات في الفترة الأخيرة. وجزم أوديرنو بالانسحاب الأميركي من المستنقع العراقي في نهاية عام 2011، محاولاً رمي كرة احتمال إقامة قواعد أميركية ثابتة في البلاد في أحضان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الذي عاد من موسكو وفي جعبته عدد من الاتفاقيات التسليحية والنفطية.
وطُلب من أوديرنو، خلال برنامج «حالة الاتحاد» الذي يبثّ على شبكة «سي أن أن»، أنّ يعبّر على مقياس من عشر نقاط عن مدى ثقته بإتمام انسحاب الجنود الأميركيين، بحسب الموعد المتفق عليه بين واشنطن وبغداد، فردّ قائلاً «أعتقد أنني واثق مئة في المئة بأننا سنكون قد انسحبنا بحلول 2011».
ولدى سؤاله عن احتمال ترك قواعد أميركية في العراق بعد إتمام الانسحاب، ترك الجنرال الأميركي الموضوع في عهدة المالكي. وجاء ردّه على الشكل الآتي: «إذا رأينا أننا سنكون بحاجة إلى قوات للحفاظ على وجود ما في بعض المدن، فسنوصي بذلك، لكنّ القرار يعود في النهاية إلى رئيس الوزراء نوري المالكي».
في هذا الوقت، عاد المالكي إلى بغداد قادماً من موسكو، أول من أمس، حيث «وقّع عدة اتفاقيات تتناول التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وقيام شركات روسية بإعادة تأهيل البنى التحتية الخاصة بقطاعات النفط والكهرباء والخدمات»، بحسب بيان عن مكتبه الإعلامي. وعن صفقات سلاح روسي، أشار المالكي إلى أن «شراء السلاح من روسيا يمثّل مطلب الحكومة بما يساعد قواتنا على مواجهة التحديات الإرهابية والدفاع عن وحدة العراق وسيادته وأمنه الداخلي، لا أسلحة بعيدة المدى أو استراتيجية».
على صعيد آخر، زار وفد من وزارة الخارجية المصرية، أمس، عاصمة العباسيين، حيث تفقّد مقرّ السفارة المصرية استعداداً لإعادة افتتاحها. وسيمكث الوفد المصري في بغداد 4 أيام لبحث متطلّبات تأمين مقر السفارة واحتياجات العاملين فيها تمهيداً لتشغيلها.
كذلك وصل وزير الداخلية التركي بشير أتالاي للمشاركة فى اجتماع اللجنة الثلاثية التركية ـــــ الأميركية ـــــ العراقية الخاصة بالتنسيق في مجال مكافحة «الإرهاب»، ومواجهة النشاطات المسلّحة لحزب «العمال الكردستاني»، انطلاقاً من شمال العراق.
بدوره، حلّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فجأة، في عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، أمس، حيث استقبله رئيس الإقليم مسعود البرزاني ورئيس وزرائه نيجيرفان البرزاني، وذلك بعد أسبوع فقط من زيارته بغداد.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)