Strong>نتنياهو يعرض على أوباما بديلاً لأنابوليس: «دايتون قوي» و«بلير مع حوافز»!كل الكلام عن «الفجوات» التي تفصل بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو إزاء «التسوية» مع الفلسطينيين ستترجم بدءاً من غدٍ، مع جولة الموفد الأميركي جورج ميتشل. أما روسيا، فستكون حاضرة في المنطقة أيضاً، بعد غد، لنيل موقف إسرائيلي نهائي من المشاركة في مؤتمر موسكو

محمد بدير
تشهد الساحة الإسرائيلية والمنطقة حراكاً دولياً على خطين، أميركي وروسي، لاستطلاع حقيقة موقف حكومة بنيامين نتنياهو من عملية «السلام» مع الفلسطينيين. وفيما يعمل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل على جسّ نبض الموقف الإسرائيلي من التسوية، يسعى نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف للحصول على رد «رسمي ونهائي» من تل أبيب بشأن «مؤتمر السلام» الذي تعقده روسيا خلال الشهور المقبلة.
ويصل ميتشل إلى إسرائيل مساء اليوم، في زيارة هي الثالثة له منذ انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، والأولى منذ تسلّم نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، على أن يبدأ اجتماعاته غداً.
وترمي زيارة ميتشل، بحسب «معاريف»، إلى جس النبض بشأن الاتجاه السياسي الذي من المتوقع لنتنياهو أن يعرضه على أوباما في لقائهما المتوقع مطلع الشهر المقبل في واشنطن. وتقدّر أوساط مطّلعة في الدولة العبرية أن ميتشل سيحاول استيضاح مدى تصلّب موقف نتنياهو بالنسبة إلى «حل الدولتين للشعبين» و«مسار أنابوليس».
ولهذه الغاية، سيجري ميتشل مجموعة لقاءات يبدأها بوزير الدفاع إيهود باراك، ثم مع الرئيس شمعون بيريز، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، وينهي جولته بلقاء مسائي مع نتنياهو، قبل أن يُغادر يوم الجمعة إلى رام الله للاجتماع بمسؤولي السلطة الفلسطينية.
واستعداداً للزيارة، عقدت القيادة السياسية في إسرائيل، أول من أمس، اجتماعين، الأول بين نتنياهو وباراك، والثاني جمع نتنياهو وباراك وليبرمان. وبحسب ما نقلته «معاريف»، فإنّ اللقاءين تمحورا حول بلورة موقف موحد من المفاوضات مع الفلسطينيين وطريقة عرضه على المبعوث الأميركي، إضافة إلى «توحيد الخط» بالنسبة إلى المشروع النووي الإيراني، وتعاظم قوة «حماس» والعلاقة مع إيرانوكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن الإدارة الأميركية تولي أهمية خاصة لمهمة ميتشل الحالية، لأنها «ستكون المرة الأولى التي سيحصل فيها على معلومات عن السياسة الرسمية للحكومة الجديدة». وأشارت إلى أنه سيكون في جعبة ميتشل ما يقوله في الأراضي المحتلة، لكنّ الهدف الأساسي من زيارته يبقى «الاستماع إلى موقفَي نتنياهو وليبرمان». وخلصت الصحيفة إلى الجزم بأنّ الإدارة في واشنطن تعوّل على أهمية هذه اللقاءات، «لأن التقارير التي سيكتبها ميتشل ستصل إلى أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون»، ولأنّ هذه التقارير «ستقود نحو بلورة سياسة الإدارة الأميركية تجاه تل أبيب».
في موازاة ذلك، تسود أوساط القيادة السياسية في دولة الاحتلال حال من التأهّب على خلفية الفجوات في المواقف السياسية من حل النزاع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني بين نتنياهو وأوباما، ولا سيما الموقف من «مبدأ الدولتين للشعبين ومسار أنابوليس»، بحسب «معاريف»، التي لفتت إلى أن سبب الخشية يكمن في أن العلاقات الأميركية ـــــ الإسرائيلية «ستصل إلى مسار الصدام في ضوء هذه الفجوات». وفي السياق، توقعت «معاريف» أن يعرض نتنياهو في لقائه المنتظر مع أوباما أفكاراً جديدة لخطة سياسية «بديلة لمسار أنابوليس». ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاري «بيبي» قوله لدبلوماسي أميركي إن نتنياهو معني بـ«دايتون قوي، وبلير مع حوافز». والمقصود بـ«دايتون قوي» هو «خطة دايتون» الأمنية التي بلورها الفلسطينيون مع المنسّق الأميركي الأمني في ظل إدارة بوش، الجنرال كيت دايتون، والتي ترمي إلى تعزيز قوات رئاسة السلطة الفلسطينية وتسليحها. أما تعبير «بلير مع حوافز»، فهو يؤشّر إلى نشاط مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير، والذي يتركز على تعزيز الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية، وهو ما يُعَدّ أساس «خطة السلام الاقتصادي» التي يتمسّك بها نتنياهو.
على صعيد آخر، يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف، ليبرمان، صباح يوم الجمعة المقبل. ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، فإنّ سلطانوف سيطلب جواباً إسرائيلياً «رسمياً ونهائياً» من المشاركة في مؤتمر السلام الذي تخطّط موسكو لعقده في النصف الثاني من العام الجاري.
وأعربت مصادر سياسية لـ«معاريف» عن ثقتها بأنّ ليبرمان سيردّ بالإيجاب على الطلب الروسي، على قاعدة «لم نقل للروس لا أبداً». وبررت المصادر نفسها توقّعها أنّ الجدال المركزي بين موسكو وتل أبيب في شأن المؤتمر المذكور «لم يكن هل؟ بل كيف؟». وتابعت «معاريف» أنه «في أثناء اللقاءات مع الروس، شددنا على أننا لا نريد أن نُحرَج وأن نجد أنفسنا في ورطة في المؤتمر، كأن نكتشف أنهم يفرضون علينا قرارات أو جدول أعمال لإنهاء المسيرة السلمية بيننا وبين الفلسطينيين».