غزة ــ قيس صفديقدمت حركتا «فتح» و«حماس» إشارة جديدة عن قلة فرص نجاح الجولة الرابعة، التي أعلن أمس أنها ستكون في 23 نيسان الجاري لا 26 كما كان مقرّراً، مع عودة السجال الإعلامي وتبادل الاتهامات بينهما، عقب كشف أجهزة أمن الضفة «مختبراً للمتفجرات».
وأعلن المتحدث باسم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، عدنان الضميري، تفاصيل عملية كشف مختبر المتفجرات في مسجد أبو أيوب الأنصاري في مدينة قلقيلية شمال الضفة. وقال في مؤتمر صحافي في رام الله إن «قضية مختبر المتفجرات ليست الأولى من نوعها»، مضيفاً أن «بعض الأوساط تحاول المس بحال الأمن والاستقرار الداخلي التي ينعم بها المواطنون نسبياً أكثر من ذي قبل». وأضاف الضميري أن «هناك جماعات ومضللين وخارجين عن القانون يحاولون تعكير صفو حال الاستقرار والأمان، التي يعيشها المواطنون». وأشار إلى ما وصفه بـ«دور العناية الإلهية» في الكشف عن القضية، حيث «شهد التاسع من الشهر الحالي حدوث تماس كهربائي في المسجد، أدى إلى وقوع أضرار بالغة». وأضاف: «أخمدت أجهزة الأمن والدفاع المدني الحريق وبحثت عن أسبابه، فعثرنا في غرفة أسفل المسجد على مضبوطات لها علاقة بتصنيع المتفجرات، وعبوة وزنها 17 كيلوغراماً معدة للتفجير».
وأعلن الضميري أن «الأجهزة الأمنية ألقت القبض على ثمانية أشخاص من المشتبه فيهم في القضية، أدلوا باعترافات عن صلتهم بها»، لافتاً إلى أن «التحقيق لا يزال متواصلاً». وشدد على «ضرورة عدم استعمال المساجد لغايات غير إنسانية»، رافضاً تحديد ما إذا كان هناك «بعد حزبي أو سياسي للقضية».
وتخلل المؤتمر الصحافي عرض صور تظهر المسجد وجانباً من المضبوطات، وراية لكتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لـ«حماس»، ما يشير إلى أن المعتقلين على ذمة القضية هم من أعضاء الحركة.
‏في المقابل، رأت «حماس» أن تصريحات الضميري وتطاوله على المقاومة ونيله منها «توضح خطورة المهمة والدور الأمني الذي تؤديه قيادات هذه الأجهزة من تنسيق وتخابر مع العدو الإسرائيلي لضرب المقاومة وتصفيتها، وتشويه مواقفها والنيل من سمعتها».
ووصف المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان، اتهامات الضميري بأنها «فبركات إعلامية»، مشيراً إلى أن «ادعاءه وجود أسلحة ومتفجرات في المساجد يهدف إلى تخويف المواطنين وبث الرعب في نفوسهم لإبعادهم عن المساجد، وإلى تبرير استباحة المساجد من أجهزة أمن السلطة في الضفة والعدو الصهيوني».
ورأى برهوم أن «تلك التصريحات تكشف النقاب عن المشروع الحقيقي لقيادات هذه الأجهزة المبني على ضرب المقاومة»، مطالباً «بعزل هؤلاء المدمرين والموتورين ومحاكمتهم على دورهم الخطير والمدمر». كذلك شدد «على ضرورة الشروع في إعادة بناء هذه الأجهزة على أسس مهنية ووطنية، واعتبار التخابر والتنسيق الأمني والمسّ بأمن المواطن الفلسطيني والمقاومة الباسلة خيانة عظمى يحاكم عليها القانون».
وقال برهوم إن تصريحات الضميري «تكشف النقاب عن المهمة البوليسية التي تؤديها قيادات هذه الأجهزة لقمع الشعب الفلسطيني وحماية الاحتلال»، واصفاً تلك التصرفات «بقمة الانحدار الأخلاقي والوطني والأمني لهؤلاء المتصهينين والموتورين». وأعرب عن استغرابه أن «تأتي هذه التصريحات وهذا الاستهداف للمقاومين وأبناء حماس ورموزها في الوقت الذي تستمر فيه حوارات القاهرة». وطالب برهوم حركة «فتح» بأن توضح موقفها «بخصوص كل ما يجري»، قائلاً: «إما أن تجرّم هؤلاء وتنكر عليهم فعلتهم، أو هم راضون بالكامل عما يجري من محاولات تعزيز الانقسام وإفساد جولات الحوار».