strong>اللجنة التحضيرية تجتمع في عمّان السبت... والقدومي يقترح اجتماعاً مصغّراًتواجه اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر السادس لحركة «فتح»، التي تجتمع في الأردن بعد غد السبت، عدة ملفات بدءاً من مناقشة لقوائم أعضاء المؤتمر، مروراً بمكان انعقاده وصولاً إلى برنامجه السياسي، الذي يطالب الرئيس محمود عباس بأن يشطب أي معارضة لاتفاق أوسلو

محمد سعيد
تعقد اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر السادس لحركة «فتح» برئاسة مفوض التعبئة والتنظيم فيها، محمد راتب غنيم (أبو ماهر)، اجتماعاً لها في العاصمة الأردنية، عمان، يوم السبت المقبل، لإجراء قراءة ثانية لقوائم أعضاء المؤتمر، وخصوصاً قائمة الأعضاء العسكريين التي لا تزال موضع خلاف. وسيجري أيضاً بحث موعد جديد ومكان انعقاد المؤتمر الذي لا تزال الشكوك تحيط به.
وقالت مصادر مطلعة إنه خلافاً لما ذكره بعض أعضاء المجلس الثوري لحركة «فتح»، من أن مصر رفضت عقد المؤتمر على أراضيها، أو لم تقدم رداً نهائياً، فإن حقيقة الأمر أن الرئيس المصري حسني مبارك قد أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، في لقائهما بشأن المؤتمر، أنه «إذا كانت هناك عوائق ومصاعب، فالبيت بيتكم»، في إشارة إلى موافقة مبارك على عقد المؤتمر في مصر في الموعد الذي تحدده اللجنة التحضيرية. غير أن أبو مازن لم يقدم رداً على ذلك.
كذلك أشارت المصادر ذاتها إلى أن أبو مازن بعث اثنين من أعضاء اللجنة المركزية لـ«فتح»، وهما حكم بلعاوي وسليم الزعنون (أبو الأديب) إلى الأردن لبحث موضوع عقد المؤتمر في عمان، غير أنهم لم يتلقوا بعد رداً على طلبهم، بالرغم من أن الأردن كان قد أبلغ حركة «فتح» العام الماضي أنّ بإمكانهم عقد المؤتمر في منطقة البحر الميت.
ويؤكد العديد من كوادر «فتح» القيادية أن أبو مازن يسعى إلى عقد المؤتمر، في حال الاتفاق عليه، في رام الله، وهو ما يراه هؤلاء أنه سيكون تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي. في المقابل، يدعو تيار أبو مازن، الذي يستند إلى «مجموعة السلطة» التي تصر على ضرورة تبنّي حركة «حماس» شروط اللجنة الرباعية، إلى أن تقوم «فتح» كحركة كاملة ليس فقط بتبني هذه الشروط، بل وإدخال تغيير جوهري على البرنامج السياسي المقبل للحركة، يجري فيه شطب كل ما يتعارض مع اتفاقات أوسلو من «منطلقات ومبادئ وأهداف حركة فتح» على غرار ما حدث في عام 1998 في غزة، حين شُطبت كل بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تتعارض مع اتفاقيات أوسلو الخاصة بهوية فلسطين والكفاح المسلح.
وفي ما يتعلق بقائمة الأعضاء العسكريين التي لم تُقر بعد، ذكرت مصادر عديدة في اللجنة التحضيرية أن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، اللواء نصر يوسف، تخلى عن المشاركة في إقرار القائمة تعبيراً عن عدم رضاه عن الطريقة التي يُعالج فيها الموضوع، بعدما كان قد قدم شخصياً قائمة أسماء، فيما قدم قائد الأمن الوطني في السلطة الفلسطينية في رام الله ذياب العلي (أبو الفتح) قائمة أخرى بدعم من أبو مازن، الذي طلب من الاثنين الجلوس معاً لبحث قائمة موحدة، وهو ما عدّه يوسف انتقاصاً من مسؤوليته في اللجنة المركزية.
وللخروج من مأزق عقد المؤتمر، اقترح أمين سر اللجنة المركزية لـ«فتح»، فاروق قدومي (أبو اللطف)، عقد مؤتمر مصغر طبقاً للنظام الأساسي للحركة الذي ينص على أنه إذا تعذر عقد المؤتمر العام، يمكن عقد مؤتمر مصغر يتألف من نحو 250 عضواً يضم أعضاء اللجنة المركزية (16 عضواً) والمجلس الثوري (120 عضواً) وكوادر تاريخية في الحركة ومعتمدي أقاليم رئيسية وكوادر حركية أخرى يجري التوافق بشأنهم بين اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
ويستهدف أبو اللطف من اقتراحه معالجة التدهور داخل حركة «فتح» وإجراء المصالحات الضرورية بين التيارات المتصارعة تمهيداً لعقد المؤتمر السادس خارج الأراضي المحتلة.

وانتقد مشعل خلال اللقاء «تقصير المجتمع الدولي عن القيام بواجبه الأخلاقي والإنساني وتعطيل أعمال الإغاثة والإعمار في غزة، وربطها بشروط سياسية». ورأى أن «التدخلات الخارجية هي السبب الرئيسي في تعطيل وعرقلة إنجاز المصالحة الوطنية بين حماس وحركة فتح»، مؤكداً أن «أساس الحل العادل للصراع يبدأ من الضغط الدولي الفعال على إسرائيل».
من جهته، عبر الوفد البرلماني البريطاني برئاسة روجر غودسيف، عن «اقتناعه بأنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة من دون الحوار مع حماس التي حازت ثقة الشعب الفلسطيني بطريقة ديموقراطية شفافة».
(أ ف ب)