بعد أقل من 48 ساعة على إعدام تسعة أشخاص من دارفور بتهمة قتل الصحافي السوداني، محمد طه محمد أحمد، أصدر القضاء السوداني أمس حكماً جديداً بالإعدام شنقاً على عشرة متمردين من دارفور لإدانتهم بالضلوع في هجوم على مدينة ام درمان في أيار 2008، أوقع أكثر من 220 قتيلاً.وقال القاضي المكلف بمحاكمة المتهمين، معتصم تاج السر، «أحكم عليكم بالإعدام شنقاً»، وأدانهم بالقيام بنشاطات إرهابية، ومحاولة إسقاط النظام، وتدمير ممتلكات عامة وحيازة أسلحة بصورة غير شرعية. ومنح القاضي المحكومين العشرة مهلة أسبوع لاستئناف الحكم، فيما أمر بالإفراج عن ثلاثة متهمين آخرين في القضية. وعند صدور الحكم، هتف المدانون «الله أكبر. حركة العدل والمساواة أقوى. ثورة ثورة حتى النصر».
ويبدو أن الحكم، الذي يعد الأول منذ إبرام اتفاق في العاصمة القطرية في شباط الماضي بين «حركة العدل والمساواة» والحكومة السودانية، سينعكس سلباً على الجولة الثانية من مفاوضات الدوحة؛ ففي أول تعليق على الحكم، قال الناطق باسم الحركة، الأحمد حسين، إن الأحكام الصادرة تمثّل «انتهاكاً فاضحاً لاتفاق الدوحة حيث أقر النظام أن المحكومين هم في الواقع سجناء حرب ينبغي مبادلتهم». ورأى أنه «دليل آخر على عدم استقلالية الجهاز القضائي في هذا النظام».
من جهةٍ ثانية، قال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية، محمد السماني الوسيلة، إن الوضع الإنساني في إقليم دارفور «مستقر تماماً» على الرغم من طرد عدد من وكالات المعونة الدولية. وأضاف أن «القول إن الوضع قد تأثر برحيل هذه المنظمات عار من الصحة وغير مسؤول». وشدد على أنه بفضل السودانيين العاملين في المجال الطبي تم سد الثغر» التي خلفها رحيل المنظمات.
إلى ذلك، أعلنت مصر أمس أنها ستزيد عدد قواتها المساهمة في بعثة حفظ السلام في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، إن مصر وقعت على مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة، لزيادة عدد قواتها المساهمة في بعثة حفظ السلام في جنوب السودان. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام مصر «الأصيل» بدعم السلام والاستقرار في السودان، وتوفير البيئة المواتية لتنفيذ اتفاق السلام الشامل وتحقيق السلام في إقليم دارفور المضطرب.
وأوضح زكي أن حجم المساهمة المصرية في قوات حفظ السلام في جنوب السودان وصل إلى 1507 أفراد، يضاف إليهم 2375 فرداً في بعثة حفظ السلام المهجنة في دارفور، ووحدة شرطة مشكلة قوامها 140 فرداً ستُنشر بحلول أيار المقبل.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)