نجت مدينة القدس المحتلة، أمس، من مواجهات «كارثية» كان يمكن أن تقع فيما لو اقتحم المستوطنون اليهود الحرم القدسي، حيث كان حشد من الفلسطينيين مستعداً لصدّهم.وقررت الشرطة الإسرائيلية منع دخول مجموعات المستوطنين إلى الحرم القدسي، ومنع دخول المواطنين الفلسطينيين دون سن الخمسين عاماً للصلاة في المسجد الأقصى، فيما تظاهر آلاف المواطنين الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر خارج الحرم القدسي.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، إنه «بالاستناد إلى معلومات استخبارية وتقويم للوضع أجرته الشرطة الخميس (أمس)، تقرّر تقليل عدد المصلّين (المسلمين) في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وفي المقابل عدم السماح لمجموعات يهودية وسياح أجانب بالدخول إلى جبل الهيكل اليوم».
وأضاف روزنفيلد أن «قيادة شرطة إسرائيل قررت السماح بدخول مصلّين فوق سن الخمسين عاماً ويحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية الزرقاء». وقال إن «الشرطة نشرت المئات من عناصرها في محيط البلدة القديمة في القدس وداخلها لمنع احتمال اندلاع تظاهرات في المكان». وأكد روزنفيلد أنه «لم تقع حتى ظهر اليوم (أمس) أيّ أعمال مخلّة بالنظام العام، باستثناء تجمّع نشطاء الحركة الإسلامية (فلسطين ـــــ 1948) التي يرأسها رائد صلاح».
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الحركة الإسلامية محمود أبو عطا إن «آلاف الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر لبّوا نداء الحركة الإسلامية للاعتصام داخل المسجد الأقصى المبارك وخارجه». وقال إن «الاعتصام مستمر حتى التأكّد من إحباط محاولة المستوطنين الدخول إلى المسجد الأقصى وتدنيسه».
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مفتي القدس السابق، إمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، تحذيره من «عواقب كارثية إذا ما اقتحم المستوطنون المسجد الأقصى»، وحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية في حال تدهور الوضع.
من جانبه، قال مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية المستقيلة لشؤون القدس حاتم عبد القادر إن «الدعوة إلى النفير نحو المسجد الأقصى ستظل قائمة حتى لو ألغيت مسيرة المستوطنين».
وكانت منظمات يهودية استيطانية متطرفة، بينها حركة «حباد» و«الحركة من أجل إقامة الهيكل» و«الطاقم العالمي من أجل إنقاذ الشعب والهيكل» ومنظمة «أمناء جبل الهيكل»، قد أعلنت تنظيم مسيرة للدخول إلى الحرم القدسي.
وفي عمان، نفّذ المئات، أمس، اعتصاماً أمام مبنى مقر حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، للتنديد بمحاولات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى.
وجدد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد، أمام المعتصمين، مطالب الحركة الإسلامية بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان وطرد السفير، وأعاد التأكيد أن «خيار المقاومة هو الأجدى لتحرير المقدسات».
(أ ف ب، يو بي آي)