غزة ــ قيس صفديها هو شعب غزة يثور مجدداً على معاناته، بعدما تظاهر مرضى وطلبة غاضبون في القطاع أمام البوابة الرئيسة لمعبر رفح الحدودي مع مصر، جنوب القطاع، احتجاجاً على الحصار واستمرار إغلاق المعبر، والخطر الذي يتهدد حياتهم ومستقبلهم.
ورفع عشرات المرضى وذووهم في التظاهرة، التي شاركت فيها سيارات إسعاف، لافتات تندّد بالصمت إزاء الجريمة التي يتعرض لها سكان غزة جراء الحصار، في مقابل إصرار مصر على استمرار إغلاق معبر رفح، المنفذ الوحيد لسكان غزة على العالم الخارجي.
وصدحت حناجر المتظاهرين بهتافات غاضبة ضد الأنظمة العربية والمجتمع الدولي، وعلّقوا لافتات على سيارات الإسعاف وجدران المعبر تقول: «ارفعوا الحصار عنا، أنقذوا حياتنا»، متسائلين عن «الذنب الذي اقترفناه لنموت من المرض والحصار؟».
وقال مدير مجمع ناصر الطبي، ممثل وزارة الصحة في حكومة «حماس»، يوسف أبو الريش، إن «استمرار إغلاق معبر رفح سيؤدي إلى كارثة حقيقية بسبب تكدس مئات المرضى في غرف العناية الفائقة في مستشفيات غزة ممن يحتاجون إلى عمليات جراحيّة عاجلة في الخارج». وشدّد على أن «أكثر من 700 مريض يواجهون حالياً خطراً حقيقياً قد يودي بحياتهم ما لم يُفتح المعبر سريعاً». وناشد السلطات المصرية «بضرورة إنهاء معاناة المرضى بأقصى سرعة من خلال فتح المعبر، والسماح لهم بالسفر من أجل العلاج».
وقالت الطفلة أريج الأخرس (11 عاماً) إنها «شمريضة بالفشل الكلوي وبحاجة إلى غسيل دائم للكلى، وإجراء عملية جراحية عاجلة في الخارج»، فيما هاجمت مريضة النظام المصري بشدة، وقالت: «نحن نموت في غزة وجنود النظام المصري يحمون حدود إسرائيل»، في إشارة إلى الانتشار المكثف للجيش المصري على الحدود مع الدولة العبرية عقب الأزمة مع حزب الله.
وفي السياق، دعا عشرات الطلبة الفلسطينيين العالقين في غزة إلى فتح المعبر كي يتمكّنوا من السفر والالتحاق بجامعاتهم في الدول العربية والأجنبية.
وأعرب الطالب محمد أبو العوف، الذي يدرس في الجامعة الأردنية في عمان، عن ندمه من قراره الحضور إلى غزة لزيارة أهله قبل إغلاق معبر رفح بأيام قليلة. وقال إن «مئات الطلبة فقدوا مستقبلهم ولا يعيرهم أحد اهتماماً. المعابر مغلقة في وجه الجميع»، مضيفاً إن «استمرار الحصار والإغلاق يتهدد مستقبل هؤلاء الطلبة الذين سيتعرضون للفصل من الدراسة». من جهته، حمّل المتحدث باسم اللجنة الحكومية لكسر الحصار، عادل زعرب، «المجتمع الدولي وكل العالم الصامت عن هذه الجرائم مسؤولية القتل الجماعي لمرضى غزة».