غزة ــ قيس صفديظهر ثلاثة من أبرز قادة حركة «حماس» في غزة، أمس، بينهم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، للمرة الأولى، علناً، منذ الحرب الإسرائيلية على القطاع في 27 كانون الأول الماضي، التي استمرت 22 يوماً، في وقت استشهد فلسطينيان في الضفة الغربية.
وقال هنية، الذي أَمّ المصلين في صلاة الجمعة في المسجد الغربي القريب من منزله في مخيم الشاطئ في غزة، إن «الحوار الفلسطيني قطع شوطاً لا بأس به، والضغوط الخارجية هي التي تحول دون التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الانقسام». وحذر في تصريحات صحافية عقب الصلاة «من محاولات إسرائيلية للوقيعة بين الدول العربية وحركات المقاومة في المنطقة»، قائلاً «إننا نحترم استقرار الدول العربية وسيادتها وأمنها، لأن أمنها من أمننا، ولكن يجب احترام حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرها من دولنا العربية». وطالب «بألا تؤثر قضية حزب الله ومصر على استمرار الدعم للشعب الفلسطيني وقطاع غزة على وجه الخصوص».
كما دعا هنية إلى «معالجة قضية حزب الله سريعاً بالطرق السياسية والحوارية والدبلوماسية، والانتباه للقضايا الكبرى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وفي مقدمها القدس والمسجد الأقصى، إضافة إلى الحصار والمعابر».
وفي ما يتعلق بقضية الأسرى، قال هنية: «نطلب من الأسرى الصبر، فإن حريتكم آتية، وشعبكم وحكومتكم ومقاومتكم لن تفرط في تحريركم، والاحتلال والقيد إلى زوال». ورداً على اشتراط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية للقبول بحل الدولتين، شدد هنية «على حق الشعب الفلسطيني العيش في أرضه»، واصفاً تصريحات نتنياهو بأنها «صيحة من التشجن الصهيوني».
من جهته، أكد القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار، الذي ظهر في خطبة الجمعة في مسجد فلسطين في غزة، أن «حركته أصبحت تمتلك اليوم أسلحة أفضل من التي كانت تمتلكها قبيل اندلاع الحرب على قطاع غزة». وجدد «رفض حماس الاعتراف بإسرائيل بأي شكل أو طريقة أو هيئة».
وإلى الحوار الفلسطيني في القاهرة، أشار الزهار إلى «وجود أربع نقاط تعيق التوصل إلى الاتفاق والمصالحة الوطنية»، لافتاً إلى أنها بمثابة «قضايا صغيرة لكن تأثيراتها الاستراتيجية كبيرة». وتابع أن «حماس درست جميع المقترحات التي طرحت لإنجاز المصالحة، بما فيها المقترح المصري، وسيتوجه وفدها نهاية الشهر الجاري إلى القاهرة لتقديم الردود».
وفي وقت سابق من مساء أول من أمس، زار الزهار فجأة المستشفى الميداني الأردني في غزة، وأكد أن «حماس لم ولن تعبث بأمن أي دولة عربية لأن ذلك ليس من سياستها»، في إشارة إلى محاكمة الأردن ثلاثة أشخاص بتهمة «التجسس لمصلحة حماس».
وتزامناً مع ظهور هنية والزهار في غزة، دعا القيادي في «حماس»، خليل الحية، في أول ظهور علني له في غزة أيضاً منذ الحرب، وخلال مسيرة جماهيرية دعت إليها الحركة، «الأمة العربية والإسلامية إلى دعم المقاومة في فلسطين».
وفي الضفة الغربية، استشهد فلسطيني هو بسام إبراهيم (30 عاماً)، برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة بلعين شمال الضفة الغربية، خلال تظاهرة ضد الجدار الفاصل، كما أفاد مصدر طبي فلسطيني.
أما في مستوطنة بيت هجاي، فأعلن الجيش الإسرائيلي أن «فلسطينياً يحمل سكيناً تسلل إلى المستوطنة، وقتله حارس أمني بالرصاص»، مدعياً أنه كان «يعتزم تنفيذ هجوم إرهابي».