محمد بديرهل سيزور وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، مصر أم لن يزورها؟ سؤال لم تعد الإجابة عنه مستندة إلى السلبية الحاسمة التي أظهرها وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، وشدد فيها على أن القاهرة لن تتعامل مع ليبرمان، ولن تسمح لقدميه بأن تطآ الأراضي المصرية.
التشكيك في صحة الاستناد إلى تصريحات الوزير المصري يعود إلى رواية أخرى تقدمها الأوساط الإسرائيلية بشأن زيارة ليبرمان إلى مصر، مفادها أن وزير الخارجية الإسرائيلي سيحل ضيفاً على المحروسة، لكن استقباله سيحصل في شرم الشيخ لا في القاهرة. ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن اتصالات متقدمة تجري مع العاصمة المصرية لأجل تنسيق المواقف في موضوع ليبرمان والسماح له بإقامة علاقات عمل سليمة وعلنية مع محافل مصرية. وقال نائب ليبرمان في وزارة الخارجية، داني أيالون، إن مسؤولين مصريين أكدوا له أن رئيسه سيزور مصر في نهاية المطاف، مضيفاً «نحن ننظر إلى الأمام لا إلى الخلف. المسؤولون المصريون أكدوا لي أن ليبرمان سيزور القاهرة وأنهم سيحضرون بدروهم إلى هنا، وسنتناول الجوهر والمستقبل لا الماضي».
من جهتها، قدمت صحيفة «معاريف» إضاءة خاصة لتصريحات أبو الغيط أشارت فيها إلى أن الوزير المصري تحدث عن عدم السماح لليبرمان بزيارة القاهرة لا مصر، وأنه ربط هذا الرفض بعبارة «إذا لم يغير سياسته».
وفي كل الأحوال، فإن المؤكد أن المسؤولين المصريين سيكونون السباقين إلى كسر الجليد مع وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي دعا رئيسهم حسني مبارك ذات يوم للذهاب إلى الجحيم. فبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، من المقرر أن يصل مدير الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، في زيارة عمل إلى إسرائيل الأربعاء المقبل. وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن ليبرمان سيكون على جدول اللقاءات التي سيجريها سليمان مع المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس «الشاباك» يوفال ديسكين، ومسؤول ملف الأسرى عوفر ديكل. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد هو الذي نظم زيارة سليمان. ونقلت عن مسؤول مصري أمله أن «يستغل ليبرمان اللقاء مع سليمان من أجل تصحيح تصريحاته الشديدة ضد مصر وفتح صفحة جديدة». ورأت أن هدف زيارة سليمان لإسرائيل هو التعرف إلى الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو والإعداد لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مصر ولقائه مبارك في شرم الشيخ في نهاية شهر أيار المقبل أو بداية حزيران.
وأفادت تقارير صحافية عبرية بأن المسؤول المصري مهتم باستئناف مفاوضات التبادل بشأن الجندي جلعاد شاليط، وأنه يريد أن يطلع على ما لدى الحكومة الجديدة في تل أبيب لتقوله بهذا الشأن.