استمرّت فصول الخسائر الموجعة التي تتلقّاها قوات الاحتلال الأميركي في العراق منذ أسابيع. ويوم أمس، تعرض جيش الاحتلال لعمليات، تضاربت المعلومات في حصيلتها. وفيما أكّدت مصادر عراقية أمنية في محافظة ديالى مقتل أربعة جنود أميركيين «على الأقل» في هجوم انتحاري استهدف دوريتهم في مدينة بعقوبة، نفى الجيش الأميركي هذه التصريحات، معترفاً بجرح 8 من جنوده في الهجوم وبمقتل 4 من عناصر الشرطة العراقية وإصابة سبعة مدنيين.وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت صباحاً برتل أميركي وسط البصرة، وانفجرت أخرى برتل لشركة حماية أجنبية في محافظة النجف. وكشف مصدر في شرطة البصرة عن أن الهجوم أدى إلى أضرار مادية في إحدى مركبات الرتل الأميركي، «من دون معرفة الخسائر البشرية». وهذا أول حادث تتعرض له القوات الأميركية منذ تسلمها المهام العسكرية من القوات البريطانية في مطار البصرة الدولي مطلع الشهر الجاري.
سياسياً، جدّد رئيس الحكومة نوري المالكي في اليومين الماضيين رفضه القاطع السماح بعودة العمل السياسي لحزب «البعث» المنحلّ، متمسكاً بإصراره على تعديل الدستور، ما قد يُعيد السجال مع التحالف الكردستاني الذي يرى أنّ أي حديث عن تعديل دستور عام 2005 من شأنه الانتقاص من صلاحياتهم ونفوذهم.
وخلال احتفال لتوزيع منح مادية على متزوجين من أبناء أشخاص أعدمهم نظام الرئيس الراحل صدام حسين، لفت المالكي إلى أنّ «البعض يتحدث عن إمكان عودته (البعث) للحياة»، قبل أن يجزم بالقول: «كلا وألف كلا، لن يعود ولن يكون ذلك ما دام التاريخ حاضراً فينا».
وانتهز رئيس الحكومة المناسبة لمطالبة دول الجوار «بوقف أي تجاوزات تنطلق من أراضيها ضد العراق». كذلك حثّ هذه الدول على المبادرة إلى «حسن النيات» مطمئناً إلى أنّ بغداد ستتجاوب مع ذلك. في هذا الوقت، أكّد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أول من أمس، نبأ استقالة رئيس بعثة جامعة الدول العربية في العراق، الدبلوماسي المصري هاني خلاف «لأسباب صحية». وقال «إن خلاف طلب إعفاءه من منصبه لأسباب صحية واستجبت لطلبه».
وفي بغداد، أُعلن أن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري سيبدأ اليوم زيارة رسمية للعراق برفقة وفد حكومي «رفيع المستوى» لإجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين تتناول قضايا التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية، وذلك تلبية لدعوة من المالكي.
(الأخبار، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)