Strong>«بيبي» يلغى زيارته الأميركيّة لأنّ أوباما لن يلتقيه... وباراك لـ«مبادرة سلام إسرائيليّة» يبدو أنّ الرفض الأميركي الحاسم للشرط الإسرائيلي القاضي بربط مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل «دولة يهودية»، قد أجدى. وقد سجّل اليومان الماضيان تراجع بنيامين نتنياهو عن شرطه المسبق، وملامح جديدة لخلاف أميركي ـــ إسرائيلي عبّر عنه إلغاء «بيبي» لزيارته الأميركيّة

علي حيدر
تراجع رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، أمس، عن شرط اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل كدولة يهودية، لاستئناف المفاوضات على أساس «حل الدولتين»، وذلك بعدما أبدت الولايات المتحدة رفضاً لهذا الخيار. كذلك ألغى زيارته التي كانت مقررة إلى واشنطن مطلع أيار المقبل.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مسؤولين في مكتب نتنياهو قولهم إن «القدس لن تضع شروطاً مسبقة لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية»، لكنها شدّدت على أن «اعترافاً فلسطينياً بإسرائيل كدولة يهودية سيدفع المحادثات بصورة ملموسة، وهذا الاعتراف سيكون مطلباً أساسياً في إطار الحل الدائم».
وربطت صحيفة «هآرتس» بين تراجع نتنياهو عن شرط الاعتراف بيهودية الدولة، واللقاءات التي عقدها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في رام الله والقاهرة والرياض، والتي تفيد بأن واشنطن رفضت المطلب الإسرائيلي كشرط لاستئناف المفاوضات. وذكّرت الصحيفة ببيان وزارة الخارجية الأميركية الذي جزم بأنها «ستواصل العمل على دفع حل الدولتين لشعبين من دون شروط مسبقة».
كذلك أشارت «هآرتس» إلى أن ميتشل نقل لنتنياهو رفض إدارته تأجيل استئناف المفاوضات حتى إزالة التهديد النووي الإيراني، من دون أن تنسى التشديد على أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك «لا يؤيد هو الآخر هذين الشرطين».
وفي سياق متصل قد يشير إلى استفحال الخلاف الأميركي ـــــ الإسرائيلي حيال منطق التعاطي مع «مسار التسوية» مع السلطة الفلسطينية، قرّر نتنياهو إلغاء زيارته الأميركية للمشاركة في مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأميركية ـــــ الإسرائيلية «أيباك»، وهو ما كان مفترضاً أن يحصل مطلع شهر أيار المقبل. وعزت مصادر إسرائيلية قرار إلغاء الزيارة إلى أنه اتضح لنتنياهو أنّ أوباما لن يلتقيه خلال وجوده في واشنطن. وإزاء ذلك، طلب «بيبي» من الرئيس شمعون بيريز، لا من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، أن يمثل الدولة العبرية في المؤتمر لأنّ الرئيس هو «الأقدر على تسويق حكومة نتنياهو بطريقة أفضل».
في هذا الوقت، برز تطوّر ميداني ـــــ سياسي كشفت النقاب عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ومفاده أن إحدى التوصيات المركزية التي ستعرض قريباً على المجلس الوزاري المصغر في تل أبيب، ستنص على أنه «في حال استئناف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، سترد إسرائيل باستهداف القيادة العليا في حركة حماس». ولفتت إلى أنه في هذه المرحلة «لا توجد نيات بدخول مكثف إلى القطاع أو احتلال محور فيلادلفي لفترة طويلة».
وبموازاة ذلك، عقد نتنياهو، أول من أمس، جلسة خاصة تمهيداً لاستقبال رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان غداً الأربعاء. وشارك في اللقاء كل من باراك، ورئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي، ورئيس «الشاباك» يوفال ديسكين، ورئيس «الموساد» مئير دغان. وتركز النقاش على بحث إمكانات استئناف المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع فصائل المقاومة في القطاع، وإنهاء ملف تبادل الأسير جلعاد شاليط بأسرى فلسطينيين.
ورأى باراك، خلال الجلسة، وفق وسائل إعلام عبرية، أنه لا مفر أمام حكومته من التوصل إلى «تسوية إقليمية شاملة وحل يضمن إقامة دولتين للشعبين وأن يكون الحل لقضية اللاجئين الفلسطينيين في إطار دولة فلسطينية». واقترح باراك على رئيس الحكومة طرح «مبادرة سلام إسرائيلية» تستند الى «مبادرة السلام العربية» وتقضي بإقامة دولة فلسطينية.

(الأخبار)