خاص بالموقع | PM 11:26صبّت الصحف الإسرائيلية جام غضبها على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي انتقد عنصرية إسرائيل، فوصفته بأنه هتلر جديد، ومؤتمر «دوربان 2» بمؤتمر الكراهية والعنصرية

مهدي السيّد
شنت الصحف العبرية هجوماً لاذعاً وشديداً على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مستخدمة ضده أشنع الأوصاف والتعابير على خلفية الكلمة التي ألقاها أمام مؤتمر «دوربان 2»، واتهامه إسرائيل بالعنصرية. ولم يسلم المؤتمر نفسه من حملة الانتقادات والشتائم الإسرائيلية، ولا سيما أن انعقاده تزامن مع إحياء الدولة العبرية لذكرى المحرقة اليهودية، الأمر الذي أضفى على المناسبة طابعاً خاصاً. كذلك شملت حملة الانتقادات كل من حضر المؤتمر، ولا سيما الدول الأوروبية على الرغم من انسحاب ممثليها احتجاجاً على كلمة نجاد، بحجة أن «هذه الخطوة الرمزية لا تغفر جريمة المشاركة».
في هذا المجال، انتقد الكاتب اليميني، بن درور يميني، في صحيفة «معاريف»، موقف الغرب المتساهل مع إيران، على الرغم من «مسيرة الاحتجاج والمغادرة» لممثليه خلال إلقاء نجاد كلمته، وهو ما اعتبره الكاتب «أمراً حسناً»، مضيفاً أنه «صحيح أنه كان يجب ألا يكونوا هناك منذ البدء، بيد أن وقوع الشيء متأخراً أفضل من ألا يقع البتّة».
ووصف يميني موقف «الضيوف الأرفع مستوى» في المؤتمر، في إشارة إلى ممثلي الغرب، بأنه «إهانة صغيرة مناسبة لهذا الرجل الصغير». وقال «إن أحمدي نجاد يعرض البضاعة نفسها منذ سنين كثيرة، ولا يزال الغرب يسجد له»، مذكراً باستمرار التجارة بين ألمانيا وسويسرا وإيران وتطورها. ورأى أنه «بين لفتة رمزية هي ترك القاعة وبين عمل أكثر جدية هو وقف التجارة، يكون الخيار الثاني أكثر أهمية. وهكذا، فإن الاحتجاج مع كل الاحترام، لا يبرّئ الغرب، أكثر الغرب، من عار التعاون».
وأضاف يميني أن أساس أقوال نجاد يعبر عن «الرواية المعادية للصهيونية التي تسيطر على أكثر الجامعات الغربية»، مستشهداً بمواقف المفكر الفلسطيني الراحل إدوار سعيد، الذي قال الكلام نفسه بالضبط وهو «أن الصهيونية ابتزت الفلسطينيين، وأنها حركة استعمارية، وأنه لا حق في الوجود لدولة يهودية، وأن الكارثة استغلت لتسويغ الجرائم على الشعب الفلسطيني». وبحسب يميني، فإن هذه الرواية تسيطر على الخطاب الأكاديمي في أوروبا وفي الولايات المتحدة أيضاً. وختم بالقول «ممنوع علينا أن نوهم أنفسنا بأن أحمدي نجاد قد هُزم. فالواقع، وهذا مؤسف جداً معاكس، فضلاً عن كونه مخالفاً».
وفي السياق، شن برنار هنري ليفني، في صحيفة «إسرائيل اليوم»، هجوماً على مؤتمر «دوربان 2»، معتبراً أنه مجرد نكتة؟ وقال إن «هذا الحدث المهين، وخاصة التحرش الفظّ من قبل نجاد، هو مسّ فظّ بذاكرة ضحايا المحرقة وبجميع ضحايا العنصرية اليوم». وأضاف أن «المؤتمر الذي كان يفترض أن يكون مخصصاً لمكافحة العنصرية قد أصبح هو نفسه حدثاً عنصرياً». وتطرق إلى خطبة نجاد فاعتبرها «بصقة في وجه الملايين في العالم الذين يعانون العنصرية ويحتاجون إلى مؤتمر كهذا».
وخصصت صحيفة «يديعوت أحرونوت» افتتاحيتها للتعليق على المؤتمر، فأوردت مقالاً بقلم ايلي فيزل، الكاتب الحائز جائزة نوبل والبروفيسور في الآداب في جامعة بوستون، فاستهل مقاله بالحديث عن المؤتمر، الذي قال إنه «سيكون إلى الأبد وصمة عار على منظّميه والمشاركين فيه والأمم المتحدة»، مضيفاً أن «ما كان يفترض أن يكون مؤتمراً معادياً للكراهية أصبح مؤتمر كراهية لإسرائيل واليهود».
وتابع فيزل «نحن الآن نقف أمام دوربان 2. يمكن مرة أخرى أن نرى الشعارات المليئة بالكراهية لإسرائيل». وأضاف «لست أقارن بين أعداء إسرائيل اليوم وهتلر وهملر وآيخمن. إن أعداء إسرائيل هم الذين يجرؤون على مقارنتها بالدولة النازية وجنودها بأفراد الـ اس.اس. وأسوأهم رئيس إيران أحمدي نجاد، منكر الكارثة، الذي يخطط لإنتاج قنابل ذرية ويهدد باستعمالها لإبادة الدولة اليهودية».
وفي السياق، توقف يائير شيلغ، في صحيفة «هآرتس» عند «مصادفة زمنية مقلقة»، إذ افتتح المؤتمر عشية ذكرى «المحرقة النازية». وأضاف أن «الصورة الشيطانية الممسوخة التي رسمها النظام النازي لليهود تميز أيضاً موقف الكثيرين من فرسان حقوق الإنسان المجتمعين في جنيف من دولة إسرائيل».
وبحسب شيلغ، فإنه «يبدو أن الكثيرين منهم كانوا سيفرحون لو أتيح لهم المجال لاستكمال ما بدأه هتلر. هذه ليست عقدة شك هستيرية: فأحد ضيوف الشرف على هذا المؤتمر هو رئيس إيران، محمود أحمدي نجاد الذي تحدث عدة مرات عن تطلّعه لإبادة إسرائيل».