غزة ــ قيس صفدييشوب توتّر ملحوظ العلاقة بين حركتي «فتح» و«حماس» قبل أيام قليلة من انطلاق جولة الحوار الرابعة في القاهرة، على خلفية الاعتداء على النائب الإسلامي حامد البيتاوي في مدينة نابلس، فكان أن عادت الحركتان إلى الاتهامات المتبادلة.
وقالت مصادر أمنية إن الحكومة في غزة «استجابت لنداء الشيخ البيتاوي وأوقفت حملة اعتقالات كانت معدّة ضد حركة فتح، رداً على الاعتداء عليه»، إلا أن الأخيرة أكدت أن أجهزة «حماس» الأمنية لاحقت عدداً من نشطائها واعتقلتهم. وأوضحت مواقع محسوبة على «حماس» في غزة أن «الأجهزة الأمنية كانت تعدّ لحملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة فتح، إلا أن نداء الشيخ البيتاوي ومناشدته رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أوقفا تنفيذ الحملة». وعلمت «الأخبار» من مصدر موثوق أن هدف حملة الاعتقال «كان الرد على صمت فتح عن جريمة اعتداء أحد ضباط جهاز الأمن الوقائي على البيتاوي، وهو ما فسّرته حماس على أنه مشاركة لفتح في الجريمة».
إلا أن المتحدث باسم حركة «فتح» في الضفة، فهمي الزعارير، اتهم «حماس» بشن حملة «خطف واستدعاء واسعة منذ ليل أول من أمس، سعياً منها لإجهاض الحوار قبل استئنافه في القاهرة في السادس والعشرين من الجاري». وقال إن «الحملة تتركز في شمال غزة وتمتد إلى بقية أقاليم الحركة وقطاعاتها الجماهيرية، وفي مقدمها الشبيبة الفتحاوية»، مشيراً إلى أن نشطاء «حماس» دهموا «منازل العشرات من قيادات الحركة، واستدعوا العشرات إلى مراكز التحقيق التابعة لها، للمقابلة والتحقيق، وقد اعتدوا عليهم جسدياً ومعنوياً».
وكشف الزعارير عن أسماء عدد من تعرضوا للملاحقة والاعتقال، مؤكداً «أن عشرات من قيادات وكوادر الحركة لا يزالون مطاردين وخارج بيوتهم». كذلك اتهم الحركة الإسلامية بالتعاطي برد فعل «فج ويعبر عن عقلية الانقلاب»، إضافة إلى «العمل على تعزيز سلطة الانقلاب على حساب الحوار»، وتوجيه «رسالة قاتلة لكل جهود الحوار والمصالحة التي ترعاها مصر».
وفي غضون ذلك، اتهمت حركة «الجهاد الإسلامي» الأجهزة الأمنية في الضفة بشن حملة ملاحقة واعتقال ضد عناصرها في مدينة جنين ومخيماتها. وقالت، في بيان، إنه «بعد الحملات التي طالت قرى ومخيمات محافظة طولكرم، شنّت الأجهزة الأمنية حملة ضد أبنائنا وكوادرنا في مدينة جنين ومخيماتها، وخصوصاً في صفوف طلبة الجامعة الأميركية في جنين، إضافة إلى توجيه استدعاءات لعدد من مسؤولي العمل الاجتماعي والجماهيري».
وأشارت «الجهاد» إلى أن «الجيش الإسرائيلي اعتقل أحد نشطاء الحركة ويدعى ماهر الأخرس، بعد الإفراج عنه من مراكز جهاز الأمن الوقائي».
ولم يمنع هذا السجال الداخلي بين «فتح» و«حماس» من إعلان القيادي في «حماس»، إسماعيل رضوان، توجه «وفد من الحركة من قطاع غزة عبر الأراضي المصرية إلى العاصمة السورية، دمشق، لعقد جولة مشاورات مع قيادات الحركة في الخارج قبل بدء الجولة المقبلة». وأوضح أن «حركته تحمل توضيحاً ورداً على المقترح المصري»، معرباً عن أن أمله في أن تكون الجولة المقبلة من الحوار «حاسمة».
إلى ذلك، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» اللندنية إن «المفوضية الأوروبية أثارت قلقاً جديداً من استمرار إسرائيل في إغلاق قطاع غزة»، ورأت أن هذا الإجراء «يمنع مساعدات إنسانية أوروبية قيمتها أكثر من 34 مليون يورو (نحو 44 مليون دولار أميركي) من الوصول إلى هناك». وأشارت إلى أن «حماس لا تعاني من مشكلة نقص التمويل لأنها قادرة على تهريب الأموال عبر الإنفاق التي تربط غزة بمصر».