ذكرت صحيفة «الإندبندنت» اللندنية، أمس، أن عصابات الجريمة المنظمة، التي تنشط في دبي ودول خليجية أخرى، تغسل مبالغ طائلة من الأموال التي يجنيها القراصنة.ونقلت الصحيفة عن محقّقين يعملون لمصلحة صناعة الشحن البحري قولهم إن القراصنة حصلوا على نحو 80 مليون دولار، من وراء اختطاف السفن، مشيرة إلى أن هذا الرقم يفوق بكثير أموال الفدية التي تم الاعتراف بها من قبل.
وأضافت الصحيفة أنه تم تنظيف ملايين منها عبر حسابات مصرفية في الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن من بين «عرابي» هذه العمليات المحظورة، رجال أعمال من الصومال والشرق الأوسط ومن شبه القارة الهندية.
ونسبت الى الضابط السابق في البحرية الملكية البريطانية ومدير الشركة المتخصصة في الحماية البحرية (آيدرات)، كريستوفر ليدجر، قوله «هناك دليل على أن عصابات الجريمة المنظمة في دبي ومنطقة الخليج تؤدي دوراً محورياً في عمليات القرصنة».
وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين اكتشفوا أن عصابات القرصنة اشترت معدات حديثة لالتقاط الاتصالات بين السفن، وأن بعض العصابات استخدمت طلاءً يجعل من الصعب أن تكتشف رادارات سفن الشحن التجارية قواربها.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن برنامج مساعدة ملاحي شرق أفريقيا أن قراصنة صوماليين أفرجوا عن ناقلة الكيماويات «ستولت سترنث» اليابانية، وطاقمها المؤلف من 23 فرداً والتي خطفت نهاية العام الماضي. وأضاف البرنامج، الذي يراقب القرصنة في المنطقة، أن الناقلة وطاقمها الفيليبيني في طريقهما إلى الهند. ولم يعرف بعد ما إذا كانت فدية دفعت. وكان الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد قد أعلن في وقت سابق أن الصومال سيتمكن من وقف ثلاثة أرباع هجمات القراصنة قبالة سواحله خلال عام، إذا حظي بدعم من المانحين الدوليين لبناء قواته الأمنية. وجاء حديث أحمد قبل اجتماع دول وجهات مانحة في بروكسل غداً لبحث توفير تمويل عاجل لقوات الأمن الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.
ويقول منظمو المؤتمر إن هناك حاجة لما يصل إلى 165 مليون دولار لبناء قوات الأمن الصومالية. وقال أحمد إن ذلك المبلغ سيكون كافياً لإنشاء البنية الأساسية لمكافحة القراصنة.
وصرح وزير التخطيط والتعاون الدولي الصومالي عبد الرحمن عبد الشكور، في حديث إلى قناة «الحرة» الأميركية الناطقة باللغة العربية، أنه «لو خصص المجتمع الدولي 10 في المئة مما ينفقه لمحاربة القرصنة لمساعدة الحكومة الصومالية، فستتمكن من وضع حد لتلك العمليات».
وفي السياق، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية أول من أمس، إن من غير المرجح أن تهاجم الولايات المتحدة قواعد القراصنة الصوماليين في البر، أو أن تقوم بضربات جوية لكنها قد تساعد السلطات المحلية في محاربة القرصنة.
(ا ف ب، يو بي آي، رويترز)