خاص بالموقع | PM 10:28
واشنطن ــ محمد سعيد
وضعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتينياهو، إيران، في مقدمة أولوياتها بدلاً من المسألة الفلسطينية. وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن «حكومة نتنياهو لن تتحرك على صعيد القضايا الأساسية في محادثات السلام مع الفلسطينيين، حتى تحقيق تقدم في الجهود الأميركية لوقف المساعي الإيرانية لحيازة أسلحة نووية، وتقليص نفوذ طهران في المنطقة».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير أمس، عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على عملية رسم سياسة نتنياهو في القضيتين، إن «الأخير يجد الخطر الإيراني كبيراً جداً إلى درجة أنه يرسم السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وفقاً لتطوّرات القضية الإيرانية». وأوضحت أن هذا التغيير في المقاربة «يضع قيام حكومة فلسطينية في مرتبة ثانية».

ورأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، داني آيالون، أن «ذلك شرط رئيسي إذا كنا نريد أن نسير قدماً في إطار عملية السلام مع الفلسطينيين»، مضيفاً: «إذا أردنا أن نحقق تقدماً سياسياً حقيقياً مع الفلسطينيين، فلا يمكن أن يكون الإيرانيون يقوّضون عملية السلام ويخربونها».

وأضاف آيالون أنه «يجب إبعاد الخطر الإيراني. ومن الآن حتى ذلك الوقت، ستحدّد إسرائيل تعاملها مع الفلسطينيين في قضايا مثل تحسين الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز المؤسسات المدنية»، موضحاً أن «ساعة الصفر في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ستدق في غضون أشهر».

ويرى محللون أن الموقف الإسرائيلي الجديد يمثّل تغييراً كبيراً في السياسة التي تبنّتها الحكومات الإسرائيلية السابقة، وتمثّل تحدياً لحكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وضع التقدم السريع على صعيد إقامة دولة فلسطينية هدفاً رئيسياً في سياسته الخارجية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين مخاوفهم من ربط القضيتين الفلسطينية والإيرانية، وبالتالي استعدادهم لقلب الاقتراح الإسرائيلي من خلال «استخدام التقدم في المحادثات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية لوقف توسّع النفوذ الإيراني في المنطقة».

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته: «علينا أن نكون شديدي الحذر في مقاربة هذا النوع من الربط. نحن نتعامل مع الإيرانيين لأن سلوكهم مثير للقلق، وسنفعل ذلك حيال القضيتين. وبحسب المقاربة نفسها، تُعدّ القضية الفلسطينية بالغة الأهمية في المنطقة». وأشار إلى «التزام حكومة أوباما بمعالجة القضيتين في الوقت نفسه من خلال تعيين مسؤولين مرموقين مثل جورج ميتشل مبعوثاً إلى الشرق الأوسط، والمفاوض السابق دنيس روس مبعوثاً إلى الخليج وجنوب غرب آسيا، للعمل على تنفيذ سياسات البيت الأبيض».