خاص بالموقع | PM 10:31أجرت صحيفة «هآرتس» نهاية الأسبوع الماضي، مقابلة مع المستشار النفسي، تسفي سيلع، الذي عمل ضابط استخبارات رئيسياً في مصلحة السجون الإسرائيلية بين عامي 1995 و1998، لمناسبة صدور روايته الجديدة «أم زانية وولد بالتبنّي».

كان سيلع مبعوثاً من السلطات الإسرائيلية لجمع المعلومات الجنائية والأمنية من قلب السجن. وخلال مقابلته مع «هآرتس»، تطرق إلى طبيعة عمله السابق مع الأسرى، كاشفاً تفاصيل عن لقاءاتٍ أجراها بحكم عمله مع مؤسّس حركة «حماس» الشيخ أحمد ياسين، وعميد الأسرى اللبنانيين المحرّر، سمير القنطار.

اختير سيلع ليكون الإسرائيلي الوحيد الذي التقى أسبوعياً، على مدار ثلاث سنوات، ياسين، واصفاً تلك اللقاءات بقوله: «كانت تلك الوظيفة مثيرة. لم تكن هناك عمليات تفجيرية أو عمليات اختطاف في تلك الفترة إلا أدارها ياسين من داخل السجن». ورغم كون ياسين مشلول اليدين والرجلين، إلا أن سيلع بيّن «أن مؤسس حماس كان صاحب شخصية قوية، وكانت له سيطرة كبيرة على ما يجري داخل السجن وخارجه».

وفي ما يتعلق بحالة ياسين، قال سيلع: «احتجزناه في سجن هدريم في الطابق الثالث بشروط صعبة. منعنا عنه الزيارات. أغلقنا عليه بشدّة نحو خمس سنوات. كان محتجزاً في غرفة ضيقة، تصل حرارتها في الصيف إلى 45 درجة. وكان الغطاء قذراً. هكذا عاش». ووصفه سيلع بأنه «ذكي جداً. وبرأيي كان عادلاً. دارت بيننا حرب أدمغة».

وسرد بعضاً من مضمون الحديث بينهما: «عندما كنت أقول له توقفوا عن تفجير الحافلات وقتل النساء والأطفال، كان يرد: تسيفكا (تسفي)، اسمع، لدينا ممن نتعلم. لقد أقمتم دولتكم بالقوة العسكرية التي امتلكتموها، والقتلى الذين آخذهم منكم هم من أجل إقامة دولة، ولكن أنتم تقتلون النساء والأطفال من أجل الاحتلال. أنتم تملكون دولة الآن. أنتم قذرون ومتلوّنون. لا هدف عندي لإبادتكم، كل ما أريده هو دولة».

وتعقيباً على أقوال ياسين، سألت «هآرتس» سيلع: «هل قال لك أبو حركة حماس إنه يعترف بدولة إسرائيل؟»، ردّ: «نعم. كان إنساناً ذكياً وجريئاً، قاسياً لكنه أمين. وهب حياته للحرب من أجل حرية شعبه. وأنا أميل للتفكير بأنه لو ذهبنا باتجاه اتفاق معه، لنجحنا».

وتطرق سيلع إلى لقائه بالقنطار، وقال «حوّلناه (القنطار) إلى قاتل داني هيرن وابنته عنات والرجل الذي دحرج رأس الطفلة. هذا هراء. لقد قال لي إنه لم يفعل هذا وأنا أصدّقه». وأضاف: «جلست معه، هو إنسان ذكي. حدثني أن الدافع لتلك العملية في نهاريا هو احتجاز رهائن. فهموا أنه بمثل هذه الطريقة سيذلون إسرائيل ويعلنون في الإعلام قيام تنظيمهم».

وتابع سيلع: «قال لي، لو كنت معنياً بقتل داني وابنته لأطلقت عليهما النار في البيت. لقد أخذتهما إلى القارب لأني أردتهما رهينتين. لم تكن لديّ مصلحة في قتلهما. بعدما وضعتهما في القارب، بدأ إطلاق نار مجنون وعدت لمساعدة رفاقي في الخلية على الشاطئ. وصرخ داني الأب كل الوقت: توقفوا عن إطلاق النار يا مجانين».

وأضاف سيلع، للصحيفة، «من الممكن اتهام القنطار حتى الغد. لكن من الواضح أن قوات الإنقاذ هي من بدأ إطلاق النار».