علي حيدرذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن معلومات وصلت أخيراً إلى اسرائيل تُفيد بأن المبعوث الأميركي الذي عُين لمراقبة تطبيق خريطة الطريق، الجنرال بول سيلفا، رفع إلى وزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، تقريراً مفصلاً وجه من خلاله سلسلة من الاتهامات، بعضها اتسم بلهجة قاسية، إلى الدولة العبرية.
وأشار التقرير إلى أن «إسرائيل تتملص من تطبيق الإجراءات المطلوبة منها في خريطة الطريق، وتحدث عن انعدام التنسيق بين مختلف الأجهزة الإسرائيلية المُفترض أن تتخذ خطوات معينة». ويقول سيلفا، في تقريره، إن «المعلومات التي تلقاها من محافل إسرائيلية مختلفة تفتقر إلى الصدقية، كذلك فإن كلاً من هذه الأجهزة يقدّم له معطيات مختلفة ومضللة».
وتضمن التقرير انتقادات شديدة للأداء الإسرائيلي بشأن إزالة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وتقييد حرية التنقل للفلسطينيين، وعدم وجود إخلاء حقيقي للمستوطنات. وقال إن هناك محاولات لا يُستهان بها لـ«ذر الرماد في العيون».
وأعدّ سيلفا تقريره الأخير بعدما زار إسرائيل قبل أسابيع، وبعد تسلم إدارة باراك أوباما السلطة. وهو يخدم إلى جانب منصبه مراقباً، كمساعد لرئيس هيئة الأركان المشتركة والسكرتير العسكري لوزيرة الخارجية.
من جهة ثانية، أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن «تقرير سيلفا، بالإضافة إلى تقارير أخرى، كتقرير الأمم المتحدة عن الدمار الذي ألحقته الدولة العبرية بقطاع غزة خلال عدوانها الأخير (انتهى لكنه لم يُنشر بعد)، وتقارير أعدتها دول أوروبية مختلفة عن الحلول المستقبلية في الشرق الأوسط، ستتسلل خلال اللقاء الذي يُفترض أن يجريه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس أوباما الشهر المقبل في واشنطن. ويخشون في إسرائيل من أن تؤثر هذه التقارير على أجواء اللقاء ومضامينه، الذي سيكون ذا مغزى كبير في كل ما يتعلق بمنظومة العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأميركية الجديدة».
وتناولت «يديعوت أحرونوت» انكباب البيت الأبيض على بلورة خطة عمل لتدخّل أميركي في «عملية السلام في الشرق الأوسط» علاوة على إعداد ورقة موقف تتصل بتحديد الدولة الفلسطينية وطابعها. وأشارت إلى أن «تبديد مخاوف إسرائيل يكون من خلال إدخال بند تتعهد بموجبه الدولة الفلسطينية بعدم توقيع أي تحالف دفاعي أو اتفاق عسكري مع دولة أخرى، بهدف ضمان ألا تعقد في المستقبل الدولة الفلسطينية حلفاً مع إيران مثلاً». كذلك لفتت إلى قضية أخرى تشغل الأميركيين، هي التواصل الجغرافي بين الضفة وغزة، مشيرةً إلى أنه «تجري دراسة بعض الأفكار، من ضمنها تبادل أراضٍ».