strong>كلينتون لن تتعامل مع حكومة تضمّها... وتبادل للاعتقالات والتعذيب في غزّة والضفّةقبل أيام من انطلاق الجولة الرابعة من الحوار الفلسطيني، لا تبدو الأجواء مؤهلة لأي اتفاق، بل على العكس، إذ إن العودة عما اتّفق عليه سابقاً هي الحدث البارز حاليّاً، ولا سيما مع عودة التراشق الاتهامي بين «فتح» و«حماس» إلى مستوى بداية أزمة الانقسام الفلسطيني

غزة ــ قيس صفدي
صعّدت حركة «حماس» من لهجتها وإجراءاتها ضد غريمتها حركة «فتح» وكوادرها ونشطائها في غزة،واتهمتها بـ«التورط مباشرة» في حملة «استئصالها» في الضفة الغربية، وذلك قبيل أيام من انطلاق جولة الحوار الرابعة في القاهرة.
وفجرت حادثة الاعتداء على النائب «الحمساوي»، حامد البيتاوي، في نابلس أزمة حادة بين الحركتين، عادت معها حملات الاعتقال ضد نشطائهما في الضفة وغزة، والاتهامات المتبادلة بالسعي إلى إفشال الحوار.
وكشف مصدر حقوقي في غزة لـ«الأخبار» النقاب عن حملة اعتقال وتعذيب طاولت العشرات من كوادر حركة «فتح» ونشطائها في غزة خلال اليومين الماضيين، رداً على حملات الاعتقال في الضفة، والاعتداء على البيتاوي.
وأطلع المصدر الحقوقي «الأخبار» على صور فوتوغرافية لنشطاء في حركة «فتح» تعرضوا للاعتقال والضرب المبرح خلال ساعات من الاحتجاز لدى جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في حكومة «حماس». وقال المصدر، نقلاً عن المعتقلين المفرج عنهم، إنهم تعرضوا لتعذيب شديد وألفاظ نابية، لافتاً إلى أن «ضباط الأمن أخبروا المعتقلين أنه لا يمكن السكوت طويلاً عن ممارسات واعتداءات أجهزة الضفة الغربية من دون رد فعل في غزة»، وهددوهم بـ«تعذيب أعنف وأشد» إذا تحدثوا عمّا تعرضوا له من تعذيب. وأضاف أن ضباطاً في جهاز الأمن الداخلي أبلغوا المعتقلين أنه «يحظر على حركة فتح ممارسة أي نشاطات في غزة رداً على حظر نشاطات حركة حماس في الضفة».
غير أن المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس»، إيهاب الغصين، نفى بشدة التعرض لنشطاء حركة «فتح» بالاعتقال والتعذيب، قائلاً: «نحن لا نتعامل بردات الفعل ولا تصعيد جديداً حيال فتح في غزة». وأضاف: «إن كل الإجراءات التي تقوم بها أجهزة الأمن في غزة قانونية، ولم يتغير شيء خلال الأيام الماضية ولم تجر أي عمليات اعتقال بحق عناصر حركة فتح ولا غيرها».
وكان المتحدث باسم حركة «فتح» في الضفة، فهمي الزعارير، قد نشر قائمة بأسماء عدد من معتقلي الحركة في غزة، واتهم «حماس» بالسعي لإفشال الحوار المرتقب في القاهرة.
ورد الغصين باتهام الزعارير «بشن حملة إعلامية للتغطية على جرائم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، والعمل على إفشال الحوار»، داعياً سلطة رام الله إلى «إسكات هذه الأصوات السلبية ووقف حملات الاعتقال السياسي».
وفي السياق، قالت مصادر إعلامية في حركة «حماس» إن جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس يعتقل لليوم الثاني على التوالي زوجة الأسير المحرر من سجون الاحتلال أحمد أبو العز «أبو سلطان»، بغية الضغط على زوجها المختفي منذ الإفراج عنه من سجون الاحتلال قبل نحو شهر، لتسليم نفسه.
واتهم المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، حركة «فتح» بعدم الإيفاء بأيٍّ من التعهدات التي قطعتها على نفسها أمام الفصائل الفلسطينية والقيادة المصرية في شباط الماضي، وتقضي بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين من سجون الضفة، وإنهاء كل أشكال الاعتداءات والتضييق على «حماس» وقوى المقاومة.
وقال برهوم، في بيان صحافي، إن «كل اللقاءات مع فتح في القاهرة وغزة ودمشق لم تثمر أي تقدم في ملف الاعتقال السياسي، بل في كل مرة تتعهد فتح بإنهاء هذا الملف، إلا أنها لا تتقدم أي خطوة في تحقيقه».
وأكد برهوم أن «حركة فتح متورطة مباشرة في كل ما يجري من حملة استئصالية لحركة حماس في الضفة». وقال: «لا يمكن لنا أن نقبل أن تكون يد لفتح ممدودة للحوار في القاهرة، والأخرى سيفاً مصلتاً على رقاب أبنائنا وأهلنا في الضفة»، مشيراً إلى أن «ذلك سيُلقي بظلاله الثقيلة على مجريات الحوار في القاهرة». وأضاف: «الحوار والاعتقال لا يلتقيان، وحركة فتح أمام خيارين لا ثالث لهما: إما هي مع الحوار وإما مع الاعتقال». وشدّد على أن «كرامة وحرية أبنائنا وكوادرنا وأهلنا أهم عندنا بكثيرٍ من الملفات المطروحة في الحوار».
في هذا الوقت، برز موقف أميركي يزيد من تعقيدات الحوار الفلسطيني، إذ أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن الإدارة الأميركية «لن تتعامل أو تمول أي حكومة فلسطينية تضم حماس، وذلك حتى تتخلى حماس عن العنف وتعترف بإسرائيل وتقبل بالالتزامات السابقة للسلطة الفلسطينية. هذه هي سياستنا وهذا بالضبط ما يقودنا». وأضافت: «في كل محادثاتي مع الزعماء العرب والأوروبيين كنت أؤكد لهم أنه لا يمكن العمل أو الاعتراف أو العمل بأي طريقة على تمويل حكومة تضم جماعة لا تقبل هذه الشروط».