Strong>سليمان التقاه بعد اعتذار غير مباشر... والقاهرة تنفي دعوته لزيارتهاتراجع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن موقفه الرافض للمبادرة العربية وحصر معارضته لها بالبند المتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، كما هو موقف سائر التيارات السياسية الإسرائيلية. لكنه كرر موقفه الرافض لعملية أنابوليس، مشدداً على ضرورة أن تأخذ إسرائيل المبادرة السياسية

علي حيدر
رأى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، أن العملية السياسية مع الفلسطينيين «ينبغي أن تكون في اتجاهين لا في اتجاه واحد»، وكما أن «علينا تنفيذ التزاماتنا كذلك ينبغي على الفلسطينيين تنفيذ التزاماتهم».
وأكد ليبرمان، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أن مصلحة إسرائيل تكمن في أن «نأخذ المبادرة بأيدينا وفي التقدم، وأنه لا مصلحة لنا بالمماطلة». وكرر معارضته لعملية أنابوليس، قائلاً إن المنطق الذي قامت عليه «كان التنازل عن جميع الالتزامات والبدء بمفاوضات حول الحل الدائم»، مؤكّداً أنه «لا يمكن التوصل إلى ذلك بصورة اصطناعية لأنه ينبغي بناء الأمور بصورة ما تعتمد على المنطق». واستشهد بالقول إن الحكومة السابقة «سارت في طريق طويل جداً، وفي النهاية نحن في طريق مسدود».
وتراجع ليبرمان عن معارضته لمبادرة السلام العربية، وأكد أنه يعارض البند الذي يتحدث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لا المبادرة كلها، معتبراً أن «حق العودة ليس قابلاً للنقاش ولا يمكن دمجه مع وجود دولة يهودية»، وأن كلامه الذي نُشر في صحيفة «موسكوفسكي كوسومولتش» الروسية أخرج من سياقه.
وشدد ليبرمان على أنه لم يقترح أبداً «أن نسيطر على شعب آخر وأنا مقتنع بأنه ينبغي أولاً ضمان أمن إسرائيل وثم تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين وضمان الاستقرار، وهذه هي الشروط الثلاثة لإنشاء مناخ يسمح بتطبيق الخطة السياسية».
وتناول ليبرمان الوضع الحكومي في إسرائيل، مقدراً أن حكومة بنيامين نتنياهو يمكن أن تكون الأكثر استقراراً في تاريخ الدولة العبرية. ووصف علاقته بوزير الدفاع إيهود باراك بأنها موضوعية «وما يملي خطوات سياسية ليست العلاقات بيننا».
وتطرق ليبرمان إلى لقائه مع مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان. وقال إنه «يوجد تطابق مصالح كبير بين إسرائيل ومصر، ولذلك فإن ثمة فرصة للتعاونوفي السياق، أصدر مكتب ليبرمان بياناً أكد فيه أن وزير الخارجية «عقد لقاءً مهماً ومفيداً مع مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان»، وأن جوّاً من الود ساد اللقاء وأن ليبرمان «أعرب عن تقديره للدور الرائد الذي تقوم به مصر في المنطقة، وكذلك للزعيم المصري الرئيس حسني مبارك واللواء سليمان». وأضاف البيان أنه «ستواصل إسرائيل ومصر التعاون الحيوي في ما بينهما لضمان الاستقرار والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط».
كذلك وصفت صحيفة «معاريف» اللقاء بين ليبرمان وسليمان بأنه «ناجح وودي» وإنه تم خلاله بحث قضايا سياسية وأمنية تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، وأبرزها البرنامج النووي الإيراني والوضع في قطاع غزة و«محاربة الإرهاب» وكشف «خلية حزب الله» في مصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هدف زيارة سليمان إلى إسرائيل كان تلمّس واستيضاح الوجهة السياسية للحكومة الإسرائيلية الجديدة والتوضيح بأن مصر ملتزمة بالحفاظ على العلاقات الجيدة التي تربطها بإسرائيل وتشجيع استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وذكرت «معاريف» أن ليبرمان أعرب عن تقديره لدور مصر وللرئيس مبارك ولسليمان على حد سواء. أما مدير الاستخبارات المصرية فنقلت الصحيفة عنه قوله إن «إسرائيل ومصر ستواصلان التعاون لضمان الأمان والاستقرار في المنطقة».
في المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن اللقاء بين ليبرمان وسليمان أتى بعد استجابة ليبرمان لخمسة شروط مصرية، بينها الاعتذار على تهجّمه على الرئيس المصري والتصريح بأهمية مصر والعلاقات الاستراتيجية بينها وبين إسرائيل وعقد اللقاء في مكتب رئيس الوزراء، لا في وزارة الخارجية، وأن يكون بعيداً عن وسائل الإعلام. لكن الصحيفة لفتت إلى أنه بدلاً من أن يعتذر ليبرمان على تهجماته على الرئيس المصري وافق على كيل المديح له.
في هذا الوقت، نفى مبارك ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أن سليمان دعا ليبرمان لزيارة مصر. وأكد أن نتنياهو سيأتي إلى مصر من دون وزير خارجيته.
إلى ذلك، بحث نتنياهو خلال لقائه مع سليمان أول من أمس العلاقات الإسرائيلية المصرية والمسيرة السياسية ومكافحة «الإرهاب» والوضع في قطاع غزة ومسألة الجندي جلعاد شاليط. وأكد أنه «توجد بين إسرائيل ومصر مصالح مشتركة، في مقدمها السلام، وهناك تعاون وعلاقات احترام متبادل بين الدولتين».
بدوره، وصف وزير الدفاع إيهود باراك العلاقات مع مصر خلال لقائه مع مدير الاستخبارات المصرية بأنها ذات «أهمية استراتيجية ـــــ وخصوصاً بكل ما يتعلق بدفع مبادرات سلام إقليمية».