بين ليلة وضحاها، يستيقظ المواطن الفلسطيني في كفر قاسم والقدس المحتلة على صوت جرافة إسرائيلية تهدم منزله، وتعرّيه بلحظات من مأوى. والحجة دائماً، هي البناء من دون ترخيص
فراس الخطيب
شهدت مدينة كفر قاسم الواقعة في جنوب المثلث داخل الخط الأخضر، قبيل فجر أمس، مواجهاتٍ عنيفةً بين السكان والشرطة الإسرائيلية، في أعقاب هدم شرطة الاحتلال، معزّزة بجرافات «التنظيم والبناء»، بيتاً في المدينة بحجة «البناء غير المرخص»، ما أدى إلى وقوع إصابات من فلسطينيي الـ 48 ورجال الشرطة، واعتقال شبّان من المنطقة.
وفجراً، هبّ أهالي المدينة لمواجهة آليات الهدم، فهرع المئات لسدّ الطريق عليها للحؤول دون تنفيذ القرار. إلاّ أن الشرطة والوحدات الخاصة وحرس الحدود هاجموا المحتجين بالهراوات، وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع، واعتقلوا صاحب المنزل وعائلته والقائم بأعمال رئيس البلدية، رمزي بدير، الذي أُخلي سبيله لاحقاً. وكانت الشرطة الإسرائيلية مجهزة بأحدث العتاد الذي تستعمله عادة في باقي القرى والمدن العربية أثناء تنفيذها الهدم. بعدها، أغلقت المنطقة المستهدفة ومنعت السكان من الاقتراب إليها حتى تنفيذ العملية.
وجاء في بيان للشرطة أنه «في ساعات الليل، هُدم منزل في كفر قاسم بموجب أمر صادر عن المحكمة. وخلال عملية الهدم، اعترض طريق قوات الشرطة والجرافات قرابة 400 مواطن ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الشرطة، فأصيب 5 من عناصر حرس الحدود بجروح، فيما اعتقل أربعة أشخاص، ومن المتوقع تنفيذ المزيد من الاعتقالات».
وفي السياق، تتعرض القدس المحتلة لحملة شرسة لهدم البيوت في أحيائها الشرقية وقال رئيس بلدية القدس، منير بركات، الداعم للمواقف اليمينية، إن «إزالة منزل غير قانوني في القدس الشرقية لا يتناقض مع خريطة الطريق»، مضيفاً: «على العكس، هذه المنازل الجديدة لا تحترم بنود خريطة الطريق».
وأكد بركات: «إنني لا أمارس سياسة إزالة لأحافظ على أكثرية يهودية في القدس، ولن أغير موقفي»، مضيفاً أن «قضية إزالة المنازل لا تندرج في إطار سياسي. إنها دعاية إعلامية فلسطينية». وأعرب عن أسفه لكون «العالم يؤيد عملية البناء غير القانونية في القدس الشرقية»، مؤكداً أن «الأميركيين مخطئون في انتقاد إسرائيل على هذه الخطوة».
وشدد على ضرورة إبقاء «القدس موحدة»، قائلاً: «لم ينجح أي نموذج في العالم لعاصمة مقسمة إلى جزأين».
من جهتها، رأت عضو المجلس التشريعي، حنان عشراوي، أن «ضم القدس أصلاً إلى إسرائيل هو وضع غير قانوني»، مضيفة: «تنسى إسرائيل أنها سلطة محتلة فرضت قانونها واستغلت سلطتها الاحتلالية وصلاحيتها لتغيير واقع المدينة».
وتابعت أن «إسرائيل تعمل بوصفها قوة محتلة على حجب تراخيص البناء. فبدلاً من أن تعطي الناس الحق الطبيعي بأن يكون لديهم مأوى، تمنع عنهم التراخيص ما يضطر الناس لبناء بيوت من دون ترخيص، فتهدمها».