Strong>«لا نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادي السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية»صمت الرئيس حسني مبارك حتى فجّر صمته إزاء حزب الله وإيران بصيغة الـ«أنتم». اتهامات غير مسبوقة يميناً ويساراً وتهديدات بدا أنها تستبق أي وساطة قد يقدم عليها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بين القاهرة وحزب الله. ولم ينسَ مبارك تذييل كلمته بمواقف من إدارة باراك أوباما والقضية الفلسطينية

القاهرة ــ الأخبار
خرق الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، الصمت الذي التزمه منذ تفجير نظامه الأزمة مع حزب الله، على خلفية اعتقال أحد كوادره سامي شهاب، بتهم تمتدّ من تهديد الأمن القومي المصري إلى نشر المذهب الشيعي في مصر، وصولاً إلى تدبير عمليات تخريبية ضدّ هذه الدولة. خروج عن الصمت كانت سمته مزدوجة: رفع سقف التحدي وتشدّد في اللهجة يشوبهما حذر عبّرت عنه رغبة مبارك في عدم تسمية حزب الله بالاسم ولا إيران التي صوّرها بأنها و«عملاءها» مصدر التهديد الرئيسي في المنطقة.
واختار الرئيس المصري مناسبة لها رمزيتها التاريخية والقومية لمهاجمة حزب الله وإيران ضمناً أمام الجيش الثاني الميداني في مدينة الإسماعيلية، في ذكرى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، بعد توقيع معاهدة «كامب دايفيد».
وحذّر مبارك من «أيّ مساس بالأمن القومي المصري»، مؤكداً أنّ بلاده لن تسمح بوجود «قوى إقليمية تعادي السلام، وتدفع بعملائها إلى المنطقة لتهديد أمن مصر وزعزعة استقرارها»، رافضاً في الوقت نفسه «استغلال بعض القوى القضية الفلسطينية للتدخل في الشأن المصري».
وتابع مبارك في رفع وتيرة حدّة خطابه عندما قال «لا نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادي السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية وتسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربي، وتغذي الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية، وتدفع بعملائها إلى المنطقة لتهديد أمن مصر القومي، واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها».
وفي أول تعليق له منذ اندلاع هذه القضية، حذّر مبارك من «غضب مصر وشعبها» تجاه من يخرق أمنها القومي، مشيراً إلى «أننا واعون تماماً لمخططاتكم، وسنكشف تآمركم ونرد كيدكم في نحوركم، وكفاكم تمسّحاً بالقضية الفلسطينية، واحذروا غضب مصر وشعبها».
وذيّل مبارك خطابه الشامل بمواقف تتعلق بنفوذ مصر إقليمياً ودولياً، لافتاً إلى أنّ القاهرة لن تفقد الأمل في السلام الشامل والكامل، رافضاً بشدة «الأفكار التي تروّج لتبادل الأراضي لحل القضية الفلسطينية». وذكّر بأن بلاده نجحت في الحفاظ على قوات مسلحة متطورة وجيش قوي رادع، «لأنّ السلام سيظل في حاجة إلى درع تحميه، وقواتنا المسلحة هي هذه الدرع». وعلّق على ارتباط الأمن المصري «بأمن واستقرار الشرق الأوسط والخليج والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والسودان ودول حوض النيل وأفريقيا»، حاسماً انحياز مصر إلى الهوية العربية.
وفيما رفض مبارك «محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضي لحل القضية الفلسطينية»، جزم بمعارضته لمحاولات تكريس الانقسام بين الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة، وخصوصاً أنّ «سيناء أرض مصرية، ولا مساس بشبر واحد من حدودها».
في المقابل، اعترف مبارك للمرة الأولى بأنه لم يزر الولايات المتحدة منذ نيسان 2004 بسبب مواقف الإدارة الأميركية السابقة للرئيس جورج بوش إزاءه. وعن علاقته بالرئيس باراك أوباما، كشف أنه اتصل به فور تولّيه مهمات منصبه، معرباً عن رغبته في فتح «صفحة جديدة في العلاقات المصرية ـــــ الأميركية، سواء في القضايا الإقليمية أو التعاون الثنائي». وعمّا يتوقّعه من لقائه المقبل مع أوباما في واشنطن، قال مبارك «سأكون في لقائي معه منفرداً، وسأؤكد له أنّه مع استمرار بناء المستوطنات وبناء المساكن على الأرض الفلسطينية لن يكون هناك استقرار أبداً، ولا يمكن إسرائيل أن تعيش إلى مدى طويل بطريقة عدم التنازل وإعطاء الفلسطينيين حقهم، لأن ذلك سيجعل الصراع والمقاومة مستمرين إلى ما شاء الله».

(يو بي آي)