محمد زبيب«القاعدة صحيحة، لكن ظروف تحقيقها لا تتوافر أبداً»، هذا ما يمكن استنتاجه من التبريرات التي يستخدمها الرئيس فؤاد السنيورة دائماً في مواجهة أي سؤال عن أسباب تردّي أوضاع الناس والبلاد: هناك من وقف في وجه مشروع الرئيس رفيق الحريري وعرقل تنفيذه... وهناك من وقف في وجه الإصلاح... وهناك اغتيالات وتفجيرات إرهابية وحروب وأمور أخرى كثيرة منعت تحقيق أي إنجاز...
يتجاهل الرئيس السنيورة أنه يتحدّث عن 17 عاماً في الحكم، وهي فترة كافية بكل المقاييس للحكم على تجربته مع فريقه، إلا إذا كان يراهن دائماً على الذاكرة القصيرة جداً للبنانيين... فالمسألة ليست «عنزة ولو طارت» ـــــ العنزة لا تطير، ولن تطير، فهي من الثدييات، ولا أجنحة لها، وهذا أمر ثابت.
وعد الربيع، مشروع الإعمار، الإنماء المتوازن، بناء الدولة، النهوض بالاقتصاد، إصلاح الإدارة، توفير الخدمات، خفض الأسعار، ضرب الاحتكارات، تأمين فرص العمل... كلها أهداف لم تستطع «الحريرية» تحقيقها خلال أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن بسبب هذه «القوى الشيطانية» التي تتربص شرّاً بلبنان المزدهر.
كأن لسان حال السنيورة يقول «أعطونا الظروف المؤاتية وخذوا ما يدهش العالم»، إذا كان هذا ما يقصده، فهل يستطيع أن يشرح للناخبين ما هي وظيفة أي سلطة سياسية؟ أليس الحكم على تجربة أي سلطة يبدأ من تقويم مدى قدرتها على تهيئة الظروف وتوفيرها من أجل تحقيق أهدافها؟
يدرك السنيورة ذلك، لكنه لا ينوي الآن أن يصارح من يتحدّث إليهم بأن مشروع «الحريرية» قد تحقق وبنجاح منقطع النظير، والأهداف المذكورة لا تدخل في صلبه أبداً.