أجمعت الحركتان المتحاورتان في القاهرة، «فتح» و«حماس»، على أهمية الحوار الذي يستأنف اليوم في جولته الرابعة، بعدما تم تأجيله ليوم واحد، حتى إن بعض القيادات أشارت إلى أنه سيكون «حاسماً» بغضّ النظر عن نتيجته. وأعلن القيادي في حركة «حماس»، إسماعيل رضوان، أنه «تم تأجيل الحوار الوطني الذي كان مقرراً اليوم (أمس) في القاهرة إلى الاثنين (اليوم)»، موضحاً أن التأجيل جاء «بناءً على توافق بين الأطراف المشاركة في الحوار ولتذليل العقبات قبل بدء جلسات الحوار رسمياً».
وبدا رضوان متفائلاً، وقال إنه «في اعتقادي، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، يمكن تمديد جولة أخرى من الحوارات لأن حماس معنية بإنجاح هذه الحوارات لتحقيق الوحدة الوطنية».
وسبق كلام رضوان إعلان المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن «هذه الجولة هي الأكثر صعوبة نظراً إلى حالة الجمود التي انتابت هذه الحوارات بعد الجولة الثالثة، والتي لم يحصل فيها أي تقدم في أي ملف من الملفات المطروحة». حتى إنه اتهم «فتح» بأنها «لا تزال تقدم الأجندة الأميركية المنحازة (لإسرائيل) في مجمل حوارات القاهرة، ما يؤدي إلى عرقلة الحوارات وبعثرة الجهود في كل مرة».
وتوقع برهوم أن تبدأ هذه الجولة «بلقاء ثنائي بين حركتي فتح وحماس الاثنين (اليوم)، يتبعه في اليوم الذي يليه لقاء ثلاثي يجمع الحركتين بالقيادة والمسؤولين المصريين».
في المقابل، أعلن مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية، لوكالة «فرانس برس»، أن جلسة الحوار قد تكون «الأخيرة إذا لم تتفق الحركتان». وأوضح أن «المؤشرات المتوافرة حتى الآن هي أن جلسة الحوار غداً (اليوم) لن تكون أفضل من سابقتها»، مضيفاً أن «هذه الجولة ستكون الأخيرة قبل أن يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذ إجراءات أخرى بديلة».
وتابع أن «الخيار المقبل أمام الرئيس محمود عباس هو إعادة تكليف رئيس الوزراء الحالي، سلام فياض، بتأليف حكومة فلسطينية جديدة، وأن يعرض على جميع الفصائل الفلسطينية المشاركة فيها»، مضيفاً أن «عباس قد يبادر إلى اتخاذ هذا الإجراء خلال الأيام القليلة المقبلة».
وفي ما يتعلق بهذا الخيار، قال الأمين العام لحزب «الشعب» الفلسطيني، بسام الصالحي، إنه «حتى الآن، لا يوجد شيء رسمي، لكنّ هناك شيئاً من الفراغ نشأ بعد تأكيد سلام فياض استقالته»، مذكراً بأن «سلام فياض أجّل إعادة التمسك باستقالته حتى السادس والعشرين من هذا الشهر، على أمل أن يتم التوصل إلى اتفاق في جلسة الحوار في القاهرة».
وذكرت صحيفة «الأخبار» المصرية الرسمية أن «وفدي فتح وحماس اللذين وصلا إلى القاهرة، سيجريان قبل لقائهما محادثات منفصلة مع المسؤولين المصريين».
(أ ف ب، يو بي آي)