h1>خامنئي يتّهم واشنطن وتل أبيب بالتفجيرات... وزيباري يلمّح إلى أفارقةسعت هيلاري كلينتون إلى التخفيف من وطأة الهجمات التي ضربت العراق أخيراً، والتي اتهم حكام بغداد بتنفيذها مجموعات أجنبية من شمال أفريقيا، وذلك رداً على اتهامات السيد علي خامنئي للاحتلال الأميركي وإسرائيل بارتكابها
سعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في أول زيارة قامت بها بصفتها رئيسة لدبلوماسية بلادها إلى بغداد، أول من أمس، إلى التخفيف من وطأة الهجمات الانتحارية التي ضربت بغداد وديالى، والتي أودت بحياة أكثر من 150 عراقياً وإيرانياً.
وفور وصولها إلى بغداد آتية من الكويت، اجتمعت كلينتون مع ممثلين عن المجتمع المدني العراقي لترى كيف يمكن مساعدتهم في الزراعة، وتمكين المرأة وحقوق الأقليات بعد رحيل قواتها المحتلة في نهاية عام 2011. ودعت العراقيين إلى «تجاوز خلافاتهم»، مستبعدة نشوب حرب طائفية جديدة، ومطمئنة إياهم في شأن دعم بلادها «الذي سيستمر لهم بعد الانسحاب».
وقالت كلينتون، خلال اجتماع مع نحو 150 عراقياً وعراقية في مقر السفارة الأميركية، إنه «لا يوجد شيء أكثر أهمية من العراق الموحد، وكلما تعززت وحدة العراق شعرتم بالثقة في أجهزة الأمن»، وذلك على شاكلة نصيحة وجهتها إليهم رداً على سؤال عن مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي. ولدى سؤالها عما إذا كانت أعمال العنف الأخيرة قد تشعل الحرب الطائفية من جديد، أجابت «لا أرى مؤشرات على ذلك في الوقت الحالي». لا بل إن كلينتون وجدت تفسيراً غريباً للتفجيرات الدموية الأخيرة، عندما رأت أنها «مؤشر بطريقة مأساوية إلى أن الرافضين يخشون أن يكون العراق يسير في الطريق الصحيح». ووصفت هذه التفجيرات بأنها «أحداث مأساوية ومرعبة لكنها لا تهدّد مطلقاً التقدم الحاصل في المجال الأمني».
وعن موقف إدارتها من مصالحة البعثيين، رمت كلينتون الكرة في ملعب حكام بغداد، إذ رأت أنه «يعود للشعب العراقي اتخاذ القرار بهذا الشأن»، قبل أن تذكّر بأنه «لا يوجد أمر أكثر أهمية من عراق موحد». وحاولت التنصل من نقاش الحياة السياسية الداخلية لافتة إلى أن إدارتها «لن تقول لكم كيف يجري حل المسائل السياسية الداخلية، عليكم أن تفعلوا ذلك». وشددت على ضرورة «عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات» المقررة في نهاية العام الجاري.
ولمّا كان مرشد الثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، واضحاً في اتهامه الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف خلف التفجيرات الأخيرة، كان لا بدّ لكلينتون، التي رافقها السفير الجديد لبلادها لدى بغداد كريستوفر هيل، من الرد على كلامه على قاعدة أنه «مخيب للآمال لأي شخص أن يطلق مثل هذا الزعم ما دام قد رصد بوضوح أنه من عمل فلول القاعدة وجماعات العنف الأخرى». وقد ساندها في ذلك وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالقول «لسنا على علم بمشاركة أميركيين في هذا النوع من الهجمات».
وكان خامنئي قد قال إنّ «المشتبه بهما الرئيسيين في هذه الجريمة وجرائم مشابهة لها هما الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لأنهما زرعتا بذور الإرهاب السامة في العراق».
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الخارجية منوشهر متكي قوله «الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الأمن في العراق بسبب احتلالها لهذا البلد، لذا ينبغي أن تتحمل مسؤولية الجرائم الإرهابية ضد الزوار الإيرانيين في العراق». وكان لافتاً مسارعة السلطات الإيرانية إلى إقفال معبر خسروي الحدودي مع العراق «حتى إشعار آخر». أما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فقد أصدر بياناً بعد لقائه ضيفته، كشف فيه أنّ «من يقومون بالعمليات الانتحارية هم من خارج العراق»، مشيراً إلى «الحرص على تقوية علاقاتنا مع دول الجوار». وبشّر المالكي بأن حكومته «على ثقة تامة بأن العملية السياسية لا تواجه أي مخاطر». وهكذا فعل زيباري أيضاً، عندما كشف أنّ عشرات الانتحاريين هم من شمال أفريقيا وتحديداً «من تونس والمغرب».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

وفي السياق، أمر وزير الدفاع العراقي، عبد القادر العبيدي، بحجز 2 من كبار قادة جيشه في محافظة واسط لأنهما سمحا لقوة الاحتلال بعملية الدهم فجراً، والتي أسفرت عن مقتل امرأة ورجل من عائلة أحد الضباط العراقيين.
(أ ف ب)