Strong>عباس يرفض الاعتراف بالدولة اليهوديّة: ليبرمان يغرّد خارج كل أسراب الدنيارغم أن الأنظار تركزت أمس على حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة، والذي لم يصدر عنه سوى مهاترات كلامية بين «فتح» و«حماس» ووجود نية لعقد جولات إضافية، برز كلام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي أعلن رفضه الاعتراف بالدولة اليهودية

القاهرة، رام الله ــ الأخبار
انطلق الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني بجولته الرابعة في القاهرة، أمس، والذي يُتوقع أن يستمر ثلاثة أيام، من دون أي إعلان عن تذليل العقبات حتى الآن، عدا قول مصدر مصري رفيع المستوى إن «الحوار دخل في مراحله الأخيرة». مراحل لا شك اصطدمت بالحرب الكلاميّة بين حركتي «فتح» و«حماس»، مع تطمين الفريقين إلى أن فشل هذه الجولة لا يعني النهاية.
إلا أن الموقف اللافت في «معمعة» الحوار هذه، كان إعلان عباس أنه «لا يقبل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ولن يخضع لشروط أحد في أي مفاوضات سياسية مقبلة». وقال، في كلمة ألقاها أمام البرلمان الشبابي الفلسطيني في مقر الرئاسة في رام الله، «خرجوا بنغمات الدولة اليهودية ونحن نقول دولة إسرائيل، وسمّوها ما تشاؤون ولكن أنا لا أقبل الدولة اليهودية»، مشدداً على أن «موقف السلطة الفلسطينية واضح وثابت. نتمسك بحقّنا. وقلنا أكثر من مرة إذا وصلنا إلى أي حل، فإن صاحب القرار بالموافقة عليه هو الشعب الفلسطيني. لا أنا ولا غيري. وليس من حق أحد أن يقول إنه يمثل الشعب بأي اتفاق يتم التوصل إليه».
واتهم عباس وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأنه «يغرد خارج كل أسراب الدنيا»، موضحاً أن «السلطة تريد الاستمرار في المفاوضات السياسية على أساس المبادرة العربية للسلام ورؤية حل الدولتين، وما ورد في خطة خريطة الطريق بوقف كل أشكال الاستيطان».
وأضاف عباس أنه أبلغ أطراف اللجنة الرباعية الدولية بالموقف الفلسطيني لأي مفاوضات سياسية مقبلة، لكنه أشار إلى أنه «يخرج علينا أقطاب من الحكومة الإسرائيلية بآخر اختراع وهو رفض حل الدولتين». ووجه كلامه إلى الحكومة الإسرائيلية متسائلاً: «بماذا تقبلون إذاً»؟
بعدها، كان انتقاله للحديث عن حوار القاهرة، فاتحة لردود الفعل، إذ دعا «الفصائل المتحاورة إلى الاتفاق على حكومة فلسطينية تضم جميع الأطياف والمنظمات»، موضحاً «نريد الاتفاق على حكومة من جميع الأطياف والفئات والمنظمات، وأن تلتزم هذه الحكومة بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية».
وتابع عباس أن «هذه الحكومة المنبثقة عن المنظمة هي التي عليها أن تتقيد بالتزامات المنظمة، لا الفصائل». وأوضح أن «الاتفاق على تأليف حكومة وحدة وطنية ومن ثم استكمال المشاورات بشأن القضايا الخلافية الأخرىوجاء رد «حماس» على عباس على لسان المتحدث باسمها، فوزي برهوم، الذي اتهمه «بالتراجع عن اتفاق الرزمة والقيام بتسويق رخيص للشروط الأميركية». وقال «نعتبر أن حديث عباس عن المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني تأكيد لفشل هذا الخيار وحالة الإفلاس. ورغم ذلك، نرى عباس يسوّق من جديد لمشاريع التسوية العبثية مع الاحتلال، ويشترط على الحكومة المقبلة أن تلتزم بالاتفاقات الموقّعة مع العدو الصهيوني». ورأى أن الحديث عن الاستقرار الأمني في الضفة «محاولة لتضليل الرأي العام وللتغطية على جرائم أجهزته الأمنية وتصفية حماس».
وبدأ وفدا حركتي «فتح» و«حماس» في القاهرة جولة جديدة من الحوار الوطني. وأفادت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية أن «المحادثات بدأت بحضور رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية، عمر سليمان»، فيما أشار مصدر مصري رفيع المستوى إلى أن الحوار «دخل مراحله الأخيرة».
وقال المسؤول في حركة «فتح»، نبيل شعث، إنه يتوقع أن «تستمر الاجتماعات لثلاثة أيام على الأقل»، مشيراً إلى أن «فتح درست المقترح المصري وتريد مناقشته». وأعرب سفير فلسطين، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، نبيل عمرو، عن أمله في أن تكون هذه «الجولة الأخيرة قبل الاتفاق لأن إضاعة الوقت بهذه الطريقة يجب وضع حد لها».
بدوره، قال رئيس كتلة «فتح» البرلمانية، عضو وفد الحركة إلى الحوار، عزام الأحمد، إن «حماس لا تزال أسيرة الخلافات العربية ـــــ العربية». وأضاف «آن الأوان لوضع حد نهائي لإنهاء الانقسام. ونحن في فتح نفضل اتفاقاً شاملاً».
أما القيادي البارز في «حماس»، محمود الزهار، فقال إنه «لا توجد جولة نهائية بالحوار»، مؤكداً أنه «إن لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الجولة الرابعة، فسوف يستكمل الحوار من جديد»، ومشيراً إلى أن القاهرة عرضت على حركته مشروعاً لتجاوز الخلاف القائم، ولا سيما في موضوع الحكومة، مبيّناً أن موقف حركته «سيطرح اليوم (أمس) وغداً (اليوم) وبعد الموافقة سيتم الإعلان عنه».
وكان القيادي في «الجهاد الإسلامي»، نافذ عزام، قد قال إن «التعنت الأميركي والأوروبي هو الذي يعوق التوصل إلى اتفاق فلسطيني ـــــ فلسطيني».