Strong>التمدّد الاستيطاني الإسرائيلي لا يوفّر منطقة عربيّة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فبعد مخطط تقسيم الضفة، ها هو مخطط جديد لإقامة مستوطنة في قلب منطقة عربيّة في القدس المحتلةكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيليّة، أمس، عن أن الأعمال جارية لإقامة بؤرة استيطانية في قلب حيّ عرب السواحرة الفلسطيني الواقع في جنوب القدس الشرقية المحتلة.
وأوضحت الصحيفة أن البؤرة الاستيطانية مؤلفة من ثلاثة مبانٍ، كل واحد منها يتكوّن من سبع إلى ثماني طبقات، وتشمل ما بين 62 إلى 66 وحدة سكنية، وسيقطن فيها مستوطنون من التيار الديني ـــــ القومي اليميني.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعمال بناء البؤرة الاستيطانية بدأت قبل شهرين، بتصديق ما يسمّى «بلديّة القدس»، التي تعتبر «أحد مالكي الأرض»، التي تبلغ مساحتها 3.5 دونمات تقريباً.
وتحيط بيوت المواطنين الفلسطينيين بالبؤرة الاستيطانية من ثلاث جهات، الشمالية والغربية والجنوبية، فيما يمرّ شرق البؤرة شارع هو الوحيد المؤدّي إليها، وهو الشارع الرئيسي في عرب السواحرة.
ونقلت «هآرتس» عن المتحدث باسم البلدية قوله إن البؤرة الاستيطانية هي جزء من مخطط بناء حي «تلبيوت». وادّعى بأن تصاريح بناء البؤرة وعملية البناء قانونية وتتلاءم مع «خطة بناء المدينة»، التي تم التصديق عليها.
ورأى «رئيس بلدية القدس»، نير بركات، أن «أعمال بناء في منطقة النفوذ القانونية لبلدية القدس ليست استيطاناً، مثلما لا يعتبر البناء في تل أبيب استيطاناً».
لكن المحامي داني زايدمان، المستشار القانوني لجمعية «عير عاميم»، التي تنشط ضد الاستيطان في القدس الشرقية، أكد أن قطعة الأرض الجاري بناء البؤرة الاستيطانية فيها هي «جزء من نسيج الحياة» للسكان الفلسطينيين في عرب السواحرة. وشدّد على أن قطعة الأرض هذه لم تشملها أبداً عمليات مصادرة الأراضي التي نفذتها السلطات الإسرائيلية لغرض بناء الحيّ الاستيطاني «تلبيوت ميزراح».
وأشار زايدمان إلى أن «خطة بناء المدينة» تسمح للسكان الفلسطينيين في عرب السواحرة ببناء ثلاث وحدات سكنية فقط في الدونم الواحد، فيما سمحت البلدية ببناء 66 وحدة سكنية في 3.5 دونمات.
في هذا الوقت، هددت السلطة الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار بوقف الاستيطان وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة «إن مواصلة سلطات الاحتلال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، سيعرقل الجهود لاستئناف عملية السلام، على أساس حل الدولتين».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، اريك شوفالييه، إن «مشاريع توسيع مستوطنة معالي أدوميم (في الضفة الغربية) تثير قلقاً خاصاً، بحيث إنها تهدد إقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار». وأضاف أن باريس تجدد «مطلبها بتجميد كامل لأنشطة الاستيطان بما يشمل تلك المرتبطة بالنمو الطبيعي».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)