القاهرة | لن يطلب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الأولى للإمارات دعماً اقتصادياً ومعونات مجدداً، فالزيارة، التي سافر وفد مصري للتمهيد لها أول من أمس، سيكون على أجندتها الترويج للمشاريع الاقتصادية، ودعوة رجال الأعمال الإماراتيين إلى المشاركة في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري (المانحين) المقرر انعقاده في شرم الشيخ منتصف آذار المقبل. وسيزور السيسي الإمارات لأول مرة بصفته رئيساً للدولة المصرية، إذ تفيد مصادر مقربة بأنه سيوجه الشكر لقيادة الإمارات على مساندتها خريطة الطريق، ثم سيبحث سبل التعاون على هامش مشاركته في قمة الطاقة في الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري.
ومن المخطط أن يعرض الرئيس المصري على المستثمرين فرص الاستثمار الجادة في مشاريع توليد الطاقة الشمسية التي ترغب الحكومة في التوسع فيها خلال المرحلة المقبلة، أو الاستثمارات في محور قناة السويس المقرر إنشاؤه على ضفتين، ويشمل تدشين مصانع للصناعات الخفيفة والمتوسطة. كذلك، سيجري عرض حزمة الإجراءات التي تعتزم الحكومة المصرية تنفيذها لتشجيع المستثمرين، بما فيها قانون الاستثمار الموحد.

وتؤكد المصادر نفسها أن الأجندة السياسية للزيارة لن تتطرق إلى مصير المرشح الرئاسي السابق، أحمد شفيق، ووجوده في الإمارات، وخاصة أن السيسي لا تشغله قصة بقاء شفيق في الخارج ما دام متوقفاً عن إطلاق التصريحات السياسية، فضلاً عن أنه لم يعارضه خلال الانتخابات أو في القرارات التي اتخذها لاحقاً. لكن القلق محصور في أي نية لشفيق، وغيره من رموز نظام حسني مبارك، للعودة إلى ممارسة العمل السياسي على قمة الهرم والسعي إلى رئاسة الأحزاب، ما يجعل من الوارد «اختيارهم في مناصب تنفيذية جيدة، أو تكوينهم أغلبية برلمانية».
في المقابل، ستكون على أجندة السيسي بحث التعاون في المجال الأمني ومواجهة الإرهاب، وخاصة «توحيد الجهود لمواجهة العناصر المتطرفة في سوريا وليبيا»، مع التشديد على الدعم المصري الكامل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». لكن مصدراً رئاسياً أكد أن «السيسي متمسك برفض المشاركة العسكرية في الغارات الجوية ويرى أن من الجيد الاكتفاء بدعم لوجستي للتحالف الدولي».
وفي القضية السورية، سيعرض السيسي على المسؤولين الإماراتيين الرؤية المصرية لحل الأزمة السورية في ظل سعي القاهرة لاستضافة لقاءات للمعارضة السورية، لكن السيناريوات المطروحة يغيب عنها الحديث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، مقابل الدعوة إلى «إجراء انتخابات مبكرة في غضون مدة زمنية يجري الاتفاق عليها».
وبشأن أي لقاء محتمل بين الرئيس المصري وأمير قطر على هامش قمة الطاقة، قال المصدر الرئاسي إن «أجندة السيسي لم تحدد نهائياً حتى الآن، ولكنها تتضمن لقاءات مع مسؤولين دوليين»، موضحا أن الرئيس ليس لديه مانع من لقاء تميم بن حمد، إذ جمعهما لقاء سابق وسريع خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي.
بعد ذلك، من المقرر أن يسافر السيسي إلى سويسرا من أجل حضور منتدى دافوس، في خطوة يراد منها تشجيع المستثمرين على زيارة القاهرة والتعرف إلى فرص الاستثمار في مجالي السياحة والعقارات.
ويعقّب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة والمختص بالشأن الخليجي، شفيق البحيري، على أن الزيارة، بكل ما تحمله من جوانب سياسية، هدفها الواضح هو الاقتصاد. لكن البحيري لم يستبعد حدوث لقاء بين السيسي وتميم، وخاصة أن المؤتمر يقام في دولة خليجية، معيداً الإشارة إلى أن قطر مشاركة، أصلاً، في مؤتمر شرم الشيخ، كما أنه «ليس متوقعاً غيابه عن القمة العربية المقررة نهاية آذار أيضاً، ما يعني فرصاً أخرى للقاء».